رحيل نعيمة البزاز..

رحيل نعيمة البزاز..
رحيل نعيمة البزاز..

مولدها وحياتها

وُلدت البزاز في مدينة مكناس بالمغرب، وهاجرت إلى هولندا مع عائلتها عندما كانت في الرابعة من عمرها. حيث نشأت في أسرة انضمت إلى برنامج “العامل الضيف” وهو برنامج يسمح للمهاجر أن يعمل بشكل مؤقت إلى أن يحل محله أحد آخر، وعادة ما تكون طبيعة هذه الأعمال صعبة وبأجر قليل فالعامل الضيف يشتغل في البناء والتنظيف مثلاً. بعد حصولها على شهادة النجاح في الثانوية، التحقت نعيمة بالجامعة، لكنّها انسحبت في وقتٍ ما لتبدأ مسيرتها المهنيّة في التأليف بعمر الحادية والعشرين.

أعمالها

كتبت أول رواية لها “الطريق شمالاً” (1995)، وكان موضوعها هجرة رجل عاطل عن العمل من المغرب إلى هولندا. وقيل آنذاك إنها أول روائية هولندية من خلفية “برنامج العامل الضيف”، وظهر بعدها بعام واحد روائيين مثل عبد القادر بن علي وحفيظ بوعزة.

في عملها “عشيقة الشيطان” (2002)، بدأت تكال لها الإهانات الشخصية، وأقصيت من أقرب الناس إليها، وأُطلقت عليها أحكام أخلاقية مسيئة بسبب المقاطع الجنسية الصريحة التي تضمنتها الرواية، وتكرست هذه النظرة إليها وتحولت إلى تصرفات وامتهانات وهجوم عليها بعد روايتها الثالثة “المنبوذة” (2006)، وهي عن امرأة مهاجرة تقرّر الخروج من بيئتها المحافظة والعيش في بيئة أوروبية أكثر تحرّراً، ومع هذه الرواية بدأت التهديدات تزداد عنفاً ووصلت إلى القتل، وأطلق مجموعة من المهاجرين دعوات على الإنترنت تطالب ذويها بحبسها، وبكل من يراها بأن يبصق عليها وكانت الحجة أن “البزاز تسخر منا نحن المغاربة”، وردت عليهم “من السيئ جدًا ألا تكتب شيئًا بدافع الخوف”.

مع نهاية عام 2006، بدأت صحة البزاز النفسية تتردى، كانت تكافح يوماً بيوم لكي تستمر وفعلت ذلك وهي تكتبت روايتها “متلازمة السعادة” (2008)، و”المزيد من النساء (2012)، و”في خدمة الشيطان (2013)، وكلها روايات رصدت فيها مجتمع الجيل الثاني من المهاجرين المغاربة في هولندا، وكشفت عن طبقات الفقر والعنف الممارس داخلها والصراع بين ثقافتين داخل كل إنسان في هذا المجتمع، وكيف يتحول هذا الصراع إلى عنف وكراهية ويتفاقم ويفاقم حياة من هم فيه ويزيدها بؤساً.

وفاتها

في السابع من آب / 2020 انتحرت الروائية المغربية الهولندية نعيمة البزاز (1974-2020) في أمستردام، صارعت اكتئابها الطويل مراراً وتكراراً وقد غلبها هذه المرّة، ناشرها “ليبوسكي” أعلن خبر رحيلها بعبارة حزينة “الكاتبة التي عانت الاكتئاب، انتحرت”. كانه صراع الراحلة ذا يجري على الورق، في عباراتها وكلماتها: “أنا برميل ملأتموه بالأحكام المسبقة، فمي كبير وسأقول كل شيء بشكل مباشر”.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم أداة مانع الإعلانات

نحن نحاول تقديم المحتوى الأفضل لك ، وحجب الإعلانات من قبلك لا يساعدنا على الإستمرار ، شكراً لتفهمك ، وعذراً على الإزعاج