دور التنمية البشرية في بناء الوطن والمجتمع

دور التنمية البشرية في بناء الوطن والمجتمع
دور التنمية البشرية في بناء الوطن والمجتمع

تعتمد التنمية البشرية بشكل أساسي على إعطاء الخيار للفرد في مجتمع ما بأن يختار الحياة التي يود أن يعيشها، وتزويده بالعمل المناسب له من خلال توفير الأدوات المناسبة والفرص المواتية له، وتعتبر التنمية البشرية ضرورة اقتصادية وسياسية، فهي تساهم في الحفاظ على حقوق الإنسان وتعميق الديموقراطية والعمل الجماعي، كما أن التنمية البشرية تراعي حقوق الأقليات الدينية والعرقية، إضافة إلى المهاجرين واللاجئين.

برز مفهوم التنمية البشرية في العقد الأخير من القرن الماضي وذلك بسبب تزايد الإهتمام بمفهوم حقوق الإنسان إضافة إلى تنامي الوعي بقيمة الإنسان ودوره في منظومة التنمية الشاملة، إضافة إلى إدراك الأمم والشعوب أنه لا تنمية إقتصادية أو سياسية أو إجتماعية دون تنمية الإنسان وذلك بتعليمة وتثقيفة وتدريبة على الفنون والمهارات التي تساعده وتساعد مجتمعه على النهوض والتطور، فالإنسان هو الفاعل الأول والأخير في هذا الكون خاصة إذا ما أدركنا أن الكون موجود لخدمة الإنسان ومسخر له، والغاية هي عمارة الكون وبناءه وتشييده.

وبناء على ذلك زاد الإهتمام بقضية الإنسان وحقوقة وزاد الإهتمام بالعناية به تثقيفاً وتعليماً وتربية وكثرت الدراسات والبحوث والمؤتمرات التي عقدت لتحديد مفهوم التنمية البشرية وتحليل مكوناتها وأبعادها، كإشباع الحاجات الأساسية، والتنمية الإجتماعية، وتكوين رأس المال البشري، أو رفع مستوى المعيشة أو تحسين نوعية الحياة. وتستند قيمة الإنسان في ذاته وبذاته وعلى كرامة الإنسان الذي في الأرض ليعمرها بالخير. لقد ترسخ الإقتناع بأن المحور الرئيس في عملية التنمية هو الإنسان.

بدأ مفهوم التنمية البشرية يتضح عقب إنتهاء الحرب العالمية الثانية، فبدأ بعدها تطور مفهوم التنمية الإقتصادية وواكبها ظهور التنمية البشرية لسرعة إنجاز التنمية لتحقيق سرعة الخروج من النفق المظلم الذي دخلت فيه الشعوب بسبب الحروب وجاء كل ذلك تكفيراً من قبل الأمم المتحاربه عن خطيئتها التي ارتكبتها بحق الإنسان الذي كان وقودا لحروب طاحنة. ومن هذا التاريخ بدأت الأمم المتحدة تنتهج سياسة التنمية البشرية مع الدول الفقيرة لمساعدتها في الخروج من حالة الفقر التي تعاني منها، وقد ظهر الإهتمام الأممي بمفهوم التنمية البشرية من خلال الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حيث وردت تعاريف عديدة لمفهوم التنمية البشرية ففي مقدمة الإعلان العالمي عن الحق في التنمية:

“التنمية: هي سيرورة شاملة، إقتصادية وإجتماعية وثقافية وسياسية، تهدف إلى تحقيق تقدم مستمر في حياة جميع السكان ورفاهيتهم، وهذه السيرورة تقوم على أساس مساهمة جميع الأفراد بشكل نشيط وحر في التنمية، وعلى اساس التوزيع العادل لعائداتها”.

أما الجمعية العمومية للأمم المتحدة فتقر “بأن الإنسان هو الموضوع المحوري لسيرورة التنمية، وأن السياسات التنموية يجب أن تجعل من الكائن الإنساني المشارك الاساسي في عملية التنمية، والمستفيد الأول منها، وتقر بأن ايجاد الشروط المساعدة على تنمية الشعوب والأفراد، هو المسؤولية الأولى للحكومات، كما انها تدرك أن الجهود العالمية المبذولة من اجل تطوير الالتزام بحقوق الإنسان والدفاع عنها، لابد أن تتلازم مع جهود مماثلة من أجل إقامة نظام إقتصادي عالمي جديد”.

لقد ازداد الإهتمام بمصطلح التنمية البشرية منذ التسعينات وبدأ يظهر جليا في محاضر الإجتماعات وخطابات القادة وصناع القرار السياسي والإقتصادي، وزاد الإهتمام به على مستوى العالم بأسره منذ ذلك الحين، كما لعب البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وتقاريره السنوية عن التنمية البشرية دورا بارزا في نشر وترسيخ هذا المصطلح.

حيث صدر تقرير التنمية عام ١٩٩٤ من الأمم المتحدة الذي أكد فيه أن التنمية البشرية هي نموذج من نماذج التنمية والتي من خلالها يمكن لجميع الأشخاص من توسيع نطاق قدراتهم البشرية إلى أقصى حد ممكن وتوظيفها أفضل توظيف في جميع الميادين. وهو يحمي كذلك خيارات الأجيال التي لم تولد بعد. ويخلص التقرير إلى أن التنمية المستدامة تعالج الإنصاف داخل الجيل الواحد وبين الأجيال المتعاقبة.

يمكن قراءة المزيد من المقالات العامة والهادفة المختلفة من خلال الرابط التالي: https://jordanrec.com/archives/category/articles

زر الذهاب إلى الأعلى
Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني.

Powered By
100% Free SEO Tools - Tool Kits PRO

أنت تستخدم أداة مانع الإعلانات

نحن نحاول تقديم المحتوى الأفضل لك ، وحجب الإعلانات من قبلك لا يساعدنا على الإستمرار ، شكراً لتفهمك ، وعذراً على الإزعاج