فلسطين وأماكنها السياحية الداخلية
تعتبر فلسطين على وجه التحديد، واحدة من أكثر الدول التي ارتبطت في الوعي الجمعي بكثير من المآسي السياسية التي تمتد منذ ما قبل العام 1948، بيد أن قلة هم من يعرفون كم تنطوي على جماليات طبيعية وتاريخية وثقافية، تجعل منها واحدة من أجمل الوجهات السياحية العربية، بل على مستوى العالم؛ نظراً لمكانتها الدينية الضاربة في العمق، لأتباع الديانات كافة.
من الحريّ بالراغب بزيارة فلسطين الاستفسار بداية عن سبل دخولها، والتحقّق من مدى إمكانية هذا؛ نظراً لصعوبة الظرف السياسي وتعقيداته.
إن أتيحت لكِ زيارة فلسطين، فستنعمين بواحدة من أكثر الدول اعتدالاً مناخياً وتنوعاً، لا يتوقف عند حدود المناخ فحسب، بل يمتد للجغرافيا كذلك الأمر؛ إذ تجمع فلسطين بين بيئات مختلفة منها الساحلية والصحراوية والجبلية والسهلية المنخفضة.
فيما يلي أبرز الأماكن السياحية التي بوسع الزائر التوجّه إليها عند زيارة فلسطين:
– البلدة القديمة في القدس: واحدة من أكثر بقاع العالم شهرة وازدحاماً بالأماكن الدينية والتاريخية. ستجدين في كل متر تمرّين منه لافتة ما تشير لأصل هذا المكان تاريخياً أو من مرّوا عليه ومن مكثوا فيه أو من شيّدوا مبانيه. لذا، ستشهدين في القدس أعراقاً وجنسيات متعددة ومن بقاع العالم كلها. لا تنسي ابتياع بعض التحف التذكارية والمنحوتات الشهيرة من خشب الزيتون والكوفيات الفلسطينية وخرائط فلسطين المنقوشة
على المعادن من المتاجر الفلسطينية الموجودة في البلدة القديمة. على غرار الأسواق الموجودة في المدن العالمية العريقة، ستجدين سوقاً كبيراً للتوابل وآخراً للحوم وثالثاً للمطرزات والتحف ورابعاً للحبوب وهكذا.
– المسجد الأقصى وقبة الصخرة: ثالث الحرمين الشريفين. ستتجلى لكِ العمارة الإسلامية عموماً والأموية خصوصاً بأبهى تجلياتها هناك، وسيكون بوسعكِ إن كان الجو الأمني مستقراً أن تنزلي إلى المصلى المرواني وأن تتجوّلي في باحات الأقصى ومن ثم أن تدخلي لحارة المغاربة التي لم يذر منها الاحتلال الإسرائيلي سوى جزءاً بسيطاً؛ بسبب مصادرتهم حائط البراق وما يحيط به من أجزاء في البلدة القديمة.
البلدة القديمة في نابلس: نابلس واحدة من مدن الضفة الغربية الأكثر شهرة. في البلدة القديمة، ستشعرين كما لو كنتِ تمشين في واحدة من حارات الشام العتيقة؛ نظراً لكون نابلس على وجه التحديد، كانت تابعة في فترة ما أثناء الحكم العثماني لدمشق، لذا ستلحظين درجة التأثر العمراني والثقافي بها. لا تنسي تذوّق الكنافة النابلسية الشهيرة هناك والحلويات النابلسية عموماً، وابتياع بعض الصابون النابلسي الذي تشتهر به المدينة على مستوى عالمي.
– الساحل الفلسطيني: المطلّ على البحر الأبيض المتوسط. وتحديداً المدن الثلاث: حيفا ويافا وعكا. لا تنسي عند زيارة هذه المدن، التي تقع الآن في قلب كيان الاحتلال وتحت سطوته التامة، زيارة المدن القديمة فيها، التي سكنها الفلسطينيون قبل حدوث النكبة في العام 1948. ستجدين البيوت القديمة والمتاجر العتيقة وحتى المراكب التي استخدمها الفلسطينيون في صيد الأسماك والمطاعم التي أسّسوها على ضفاف الماء.
برغم الواجهات العبرية هناك، ستجدين النقوشات الفلسطينية على أبواب البيوت وواجهات المحال الأصلية. وستجدين من فلسطينيي مناطق الخط الأخضر من يدير بعض هذه المحال ويمكث في تلك البيوت رغم درجة التضييق. يعد الساحل الفلسطيني واحداً من أجمل السواحل المطلة على البحر الأبيض المتوسط، ما جعل القلاع تقام على ضفافه والهجرات تأتي إليه من بقاع الدنيا كافة. حين تكونين في حيفا، لا تنسي زيارة حدائق البهائيين المشهورة على مستوى العالم، وفي يافا لا تنسي تذوق البرتقال اليافاوي الشهير الذي كان يصدّر قبل الاحتلال لأوروبا، وفي عكّا قفي عند سورها الشهير الذي قهر نابليون وتذوقي من أسماك المدينة الشهيرة.
– الجنوب الفلسطيني: أي مدينة الخليل الفلسطينية الشهيرة بحرمها الإبراهيمي، وقراها وارفة الظلال وكثيفة الخضرة. بعد الخليل ستجدين ذاتكِ قد دخلتِ في حدود المناطق الصحراوية، التي ستجدين فيها السهرات البدوية وركوب الدراجات الصحراوية والإطلال في مناطق ما على البحر الميت ورؤية الغزلان البرية الشهيرة هناك. تقع هذه المنطقة بالكامل تحت سطوة الاحتلال الإسرائيلي، على الرغم من وجود عشائر بئر السبع الفلسطينية الشهيرة هناك.