هل كان مسلسل “ليه لأ” يستحق كل هذه الضجة؟
في كل عام اعتدنا أن تتغير خريطة الدراما الرمضانية في آخر لحظة، ورغم تعدد الأسباب واختلافها فإن الأمر ظل يتكرر بانتظام سنوياً . أحد المسلسلات التي كان من المقرر عرضها خلال النصف الثاني من شهر رمضان الماضي هو مسلسل “ليه لأ”، لم يسعفه الحظ للعرض في الموسم الدرامي، ولا سيما أنه يتكون من 15 حلقة فقط .
وسرعان ما أعلنت منصة شاهد عن تأجيل عرضه لما بعد العيد، وإن كان ذلك لم يمنع العمل من إثارة الجدل على منصات التواصل الاجتماعي طوال الشهر، إثر طرح أغنية مقدمته “التتر” التي أدتها المطربة آمال ماهر.
فكلمات الأغنية قد كانت لتشجيع المرأة على الوقوف بالمرصاد لكل من يحاول أن يملي عليها تصرفاتها ويمنحها صك حقوقها الحياتية، وقد أذيعت على خلفية ظهرت فيها البطلة احداث المسلسل بانها تهرب لحظة عقد قرانها مما تسبب بالإحراج وكسرة القلب لخطيبها وهي نفسها الأسباب التي نتج عنها انقسامات بالرأي، وتصدرها استهجان من الرجال.
غضب الوسط الفني
وأثار المسلسل جدلا كبيرا على المستوى الفني وليس الدرامي هذه المرة، وتعلق باستعانته بمدوني الفيديو (اليوتيوبرز) ونجمي التيك توك “دينا مراجيح” و”جو” في أحد المشاهد. وهو ما أثار غضب طلاب أكاديمية الفنون والموهوبين الذين يبذلون قصارى جهدهم بحثا عن فرصة التمثيل، مثل تلك التي قدمت لجو ومراجيح لا لأنهما موهوبان وإنما من أجل شهرتهما على مواقع التواصل.
من جهتها، أعلنت مخرجة العمل مريم أبو عوف عن حريتها في اختيار من تشاء للعب الأدوار، حتى أنها وصفت الثنائي بالموهوبين، وأن طبيعة دوريهما جاءت مناسبة تماما لما أرادت توظيفهما فيه.
أما نقابة المهن التمثيلية فأصدرت بيانا أوضحت فيه عدم القدرة على اتخاذ أي إجراء ضد صناع العمل، طالما أن ظهور هذا الثنائي جاء خلال مشهد واحد فقط، وهو ما سيتغير بالطبع إذا ما تكرر ظهورهما.
لكن بالرغم من كل الانتقادات والمشكلات التي تعرض لها العمل، فإن أحدا لم يعب مطلقا على التمثيل الذي جاء جيدا من جانب غالبية طاقمه، خاصة أبطاله. فأمينة خليل جاءت مناسبة تماما للدور، كما ظهرت شيرين رضا ومحمد الشرنوبي بأفضل حالاتهما.
أما كانت مفاجأة العمل فهي النجمة هالة صدقي التي قدمت دور الأم، إذ أدته بحرفية تامة وجسدت من خلاله شخصية الأم المتسلطة التي تستغل ضعف بناتها، ولا تقبل منهن سوى الطاعة العمياء وإلا الحرب. ويذكر أن مسلسل “ليه لأ” من تأليف ورشة “سرد” تحت إشراف السيناريست مريم نعوم، ومن إخراج مريم أبو عوف.