كورونا ومستقبل السينما

كورونا ومستقبل السينما
كورونا ومستقبل السينما

لم تؤثر جائحة كورونا على غلق دور العرض أو تعطيل تصوير الأفلام فحسب، بل يبدو أن علينا توقع المزيد من الأزمات بشأن مستقبل صناعة السينما الشهور القادمة، وربما يؤثر ذلك على صناعة الترفيه إلى أجل غير مسمى، فعلى سبيل المثال قد تأخر فيلم الإثارة “تينيت” (Tenet) للمخرج كريستوفر نولان مرة أخرى بعد أن كان من المفترض أن يعرض في صالات السينما هذا الأسبوع.

وتواجه الأستوديوهات والشبكات تحدي البحث عن سبل لاستئناف التصوير بأمان، الذي يتطلب جمع كم غفير من الناس في أماكن ضيقة لساعات طويلة على مدار اليوم، والنتيجة أننا قد لا نشهد صيفا تغيب فيه الأفلام عن صالات السينما فقط، وإنما قد نشهد موسما تلفزيونيا -هذا الخريف- بدون عروض جديدة، وموسم أوسكار خاليا من المتنافسين على الجوائز السنوية.

صحيفة “واشنطن بوست” استطلعت آراء مجموعة كتاب وممثلين للحديث عن التغييرات التي ستشهدها صناعة الأفلام بعد انحسار جائحة كورونا.

مشاريع خاصة وفريدة

تقول الممثلة عائشة تايلرأن هناك حاجة ملحة للتنوع في رواية القصص، وتحلي رواة تلك القصص بالصدق في ظل الواقع الجديد الذي أنتجه كورونا.

وقالت أيضا إن التوقف المؤقت الذي شهده العالم أتاح فرصة حقيقية للفنانين لإنشاء مشاريع خاصة وفريدة من نوعها، بعيدا عن النظم التقليدية، ونقلها للمشاهدين بشكل مباشر بعيدا عن عملية التطوير الطويلة التي عليهم المرور بها عادة.

وعبرت عن التمني بأن يمثل غياب ما وصفته بالبوابة الاقتصادية -التي تعمل على تصفية الأصوات الجديدة- فرصة للأصوات التي لا تحظى بالتمثيل الكافي لتقديم أعمال برؤى ووجهات نظر جديدة.

نفسية الأطفال

يرى زاك ستانتس (كاتب سيناريو عدة أفلام من بينها “حافة العالم”) أن وباء كورونا، وإن كان ليس أول حدث يهز العالم، يوجب على صناعة الترفيه أن تتفاعل معه وتضعه في سياق مناسب لفهم الأطفال، كما تعاملت مع أحداث مثل هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 وعمليات إطلاق النار في المدارس وغيرها من الأحداث خلال العقود الأخيرة، فإنه “حدث فريد من نوعه وغير مسبوق” لما تسبب فيه من تعطيل للحياة اليومية لفترة طويلة وغير محددة من الوقت.

وعليه فإن الأطفال بحاجة إلى نوع من الترفيه والقصص التي يتم إنتاجها خلال أوقات التغييرات الحادة المستمرة في حياتهم اليومية.

وكشف ستانتس أنه يعكف الآن على كتابة سيناريو عن مجموعة من المراهقين الذين يلتقون بعد انقطاع إجباري طويل، ويتساءلون عما إذا كان بإمكان صداقتهم الاستمرار بعد فترة التباعد الطويلة.

وقال إنه يعتمد في كتابته على دراسة ثقافة المجتمع، وعلى مراقبة تعامل أطفاله مع فيروس كورونا لتحويل نضالهم إلى عمل درامي.

الحرية والتجارب الجديدة

وقال بول شير الممثل والمنتج التلفزيوني الأميركي، إن النقاشات التي خاضها مع بعض الناس حول التغييرات التي ستشهدها صناعة الأفلام في هوليود تضمنت الكثير من السلبية، ولكن انطلاقا من تجربته التي أُجبر خلالها بشكل روتيني على العمل في ظل قيود كثيرة على الوقت والميزانية في العديد من المشاريع، فإنه يرى أن القيود التي توضع على العمل هي أم الإبداع.

وعبر عن اعتقاده بأن صناعة الترفيه ما بعد جائحة كورونا سوف تتميز بالحرية والتجارب الجديدة وعدم التقيد بالتنظيم.

وتوقع أن بعض الأمور ستكون سيئة، وأن تكون بعض الأفلام والبرامج التلفزيونية أكثر إثارة من أي شيء شاهدناه في العقد الماضي، لأن الجميع سيعملون خارج نطاق ما تعودوا عليه.

وقال إن الأسماء الكبيرة والميزانيات الضخمة كانت تهيمن في الماضي على صناعة الترفيه، ولكن العروض والأفلام الجديدة التي تحصل على الضوء الأخضر الآن قد تكون من نصيب من يستطيعون العمل بطاقم صغير من خمسة إلى عشرة أشخاص، كما سيفضل الأشخاص الذين يمكنهم الاضطلاع بمهام متعددة. وعبر المنتج التلفزيوني الأميركي عن حماسه للعمل مع الأشخاص الذين يرون الظرف الاستثنائي وتداعيات كورونا بمثابة تحدٍ يسعون لمعالجته، بدلاً من اعتباره نهاية لمهنتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني.

Powered By
Best Wordpress Adblock Detecting Plugin | CHP Adblock

أنت تستخدم أداة مانع الإعلانات

نحن نحاول تقديم المحتوى الأفضل لك ، وحجب الإعلانات من قبلك لا يساعدنا على الإستمرار ، شكراً لتفهمك ، وعذراً على الإزعاج