الإنترنت والأطفال

لغة الإنترنت باتت كاللغة الأم لهذا الجيل، يبحرون في عوالمه بيسر دون الحاجة لمعلم، ويعلمون عنه ما تبذل أنت عشرات الأضعاف من الجهد لتعلم نصفه، لذلك أول ما عليك فعله هو تثقيف نفسك حول ما يمكن أن يتعرض له طفلك في كل مرة يتصل به.
مخاطر الإنترنت على الأطفال
محتويات المقالة :
الإدمان
نحن البالغين أحيانًا يصعب علينا التحكم في استخدامنا للشاشات، لذلك فالأمر أصعب بالتأكيد على الصغار، كل تلك الأشياء المسلية التي تتوفر بسهولة مع لمس الشاشة، ومع كل لمسة تظهر عشرات الخيارات الأخرى التي يعمل عليها متخصصون بحيث تخطف الأنظار في اللحظة الأولى وتقمع أي محاولة للاكتفاء والتوقف.
التصيد
على الرغم من أن الإنترنت عالمًا افتراضيًا، ولكن من يستخدمونه أشخاص حقيقيون، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي هناك أعداد مهولة من الحسابات الشخصية المزيفة، وبالطبع منهم من يرسم لنفسه صورة مزيفة معينة مغايرة للواقع، حتى يبث في نفس فريسته قدرًا من الأمان يسمح له بالوصول لمآربه الأخرى كالنصب أو كسرقة الهوية لشخص سجله نظيف ليرتكب جريمة ما والتستر خلف تلك الهوية، أو للمحادثات الجنسية التي يتبعها أشكال مختلفة من الابتزاز، وبالطبع الضحايا الأسهل في اختراقها هم الأطفال.
فوضى المعلومات
لا شك أن توفر المعلومات عن كل شيء على شبكة الإنترنت قد أحدث ثورة علمية وثقافية على جميع المستويات، ولكن هذا الجانب المشرق لتوافر المعلومات له جانب آخر خطير، وهو فوضى المعلومات، لا يوجد طريقة محددة يمكن اتباعها للتيقن من صحة سيل المعلومات المتوفرة وخصوصًا إن كان المستخدم صغير السن قليل العلم والخبرة، فيكون سهلاً إبهاره بمعلومات مضللة وقصص وهمية، لأغراض تسويقية أو للسيطرة على وعي الجموع لأغراض سياسية أو اجتماعية.
التعرض لمحتوى غير لائق
الألعاب الخطيرة والجنس والمخدرات والعنف والألفاظ البذيئة، كل تلك الأشياء متوقع أن يتعرض الطفل لها أو لإحداها على الأقل في فترة من حياته أثناء استخدامه للإنترنت، سواء بشكل عارض أو عن عمد، إذا كان الطفل صغيرًا للغاية قد تسبب له تلك المشاهد صدمة نفسية، وإن كان أكبر قليلًا من الممكن أن يميل لتجربة ما يراه، وقد يتطور الأمر لعواقب وخيمة كالإدمان أو حتى الوفاة.
كيف أحمي طفلي من مخاطر الإنترنت؟
1- زد وعيك عن الإنترنت
أهم ما يمكنك فعله كولي أمر طفل مستخدِم للإنترنت أن تتعلم عنه قدر استطاعتك، وأن تتابع بشكل مستمر البرامج والألعاب والصيحات الرائجة بين مستخدميه، وعيك بما يحدث وبالفائدة المرجوة أو الخطر المحدق لكل مغامرة رقمية يخوضها طفلك سيعطيك فكرة عما يمكنك فعله وإجراءات الحماية المطلوبة.
2- وفر برامج للحماية على الأجهزة
هذا الخيار لن يكون فعالًا بقدر توعية الطفل نفسه، ولكنه مهم، وخصوصًا مع الأطفال الأصغر سنًا، هناك عدة خيارات يمكنك اللجوء إليها حسب عمر الطفل وميوله وطبيعة شخصيته، للأطفال في الطفولة المبكرة الذين يفضلون مشاهدة المحتويات المرئية يمكنك إما تحميل بعض المواد المراجعة من قبلك مسبقًا، وإما تشاركه في المشاهدة، وستكون هذه فرصة جيدة للحديث معه عن قواعد استخدام الإنترنت، أو استخدام موقع مثل Common sense media وهو يوفر مكتبة من المحتويات المناسبة للأطفال وفقًا لأعمارهم، أيضًا هناك أجهزة تمكنك من ضبط إعداداتها لحجب المحتويات غير المناسبة أو لضبط الوقت المسموح على الإنترنت للطفل وبعد ذلك يفصله تلقائيًا.
3- كن مثالًا
هناك بعض المواقع مثل فيسبوك، يضع عمر الثالثة عشر كحد أدنى لعمر المشتركين فيه، ولكن بعض الآباء يغيرون من أعمار أبنائهم كذبًا عند إنشاء حساب لهم ليتيحوا لهم استخدامه في عمر أبكر، هل هذا ما نريد تعليمه لهم؟ إن كان السلوك الذي نزرعه فيهم هو التحايل على الرقابة لنصل لمبتغانا فلا نتعجب عندما يتحايلون علينا نحن أنفسنا لاحقًا للتنصل من القواعد، أيضًا لا يمكن أن تحيط الطفل في بيئته من كل اتجاه بالإلكترونيات من شاشات تلفاز وهواتف محمولة وأجهزة كمبيوتر وألعاب إلكترونية ويراك لا تكاد تجالسه إلا وأنت تستخدم إحداها، وتطالبه بأن يتحكم في فضوله تجاهها، الأطفال يتفاعلون مع بيئتهم فإن كانت بيئة مزدحمة بالأجهزة المتصلة بالإنترنت دون توازن فسيكون أكثر عرضة لإدمان الإنترنت.
يمكن الاطلاع على المزيد من المقالات حول مهارات الأطفال السلوكية من خلال الرابط التالي: https://jordanrec.com/archives/category/children-skills