فلسفة الحزن الرماديّ

فلسفة الحزن الرماديّ
فلسفة الحزن الرماديّ

الكاتبة روان رياض كتكت

نص بعنوان: فلسفة الحزن الرماديّ

تجولت وأنا أدندن ” من يمسح عن قلبي حزني يرجعني خضراء اللون أعشاشًا للأطيار”

هنالك الكثير من المصطلحات قيلت لتصف الحزن لكن حين تتلفظ بها واصفًا حالك كأنك ” مدنف القلب” مثلاً لا يعي أحد هول الغصة التي تعصر قلبك.

إن اللغة وجدت للتعبير وللتواصل لكنها شحيحة المفعول لإيصال الشعور، فكلمة منطفئ مثلاً لا توصل أن قيمك تعادل الصفر تمامًا فإذا كانت بالسالب فستعني الحزن وفوق الصفر فستعني وجود وقود حتى لو كان شحيحًا وبلغة الألوان لونك ليس أسود قاتم ولا أبيض مُبهج وإنما مزيج منهما ”رماديّ”.،

لا عليّ مني.

إنه منتصف الليل، لقد لبس الليل النهار وفي فلسفة الحزن ”التهمه”…

عندما أرهف السمع يخيّل إليّ أن عقارب الساعة ما هي إلا الزمن وصوتها ما هو إلا صوته يلوك الثواني واحدة تلو الأخرى ليسلبنا الوقت الذي لا نشعر بكينونته اصلاً.

ابتلعت مرارة ريقي وتلقفت يد الحين التي مُدت إلي( والحين هو الوقت المبهم كأن نقول حينًا من الدهر) وفكرت لو مضيت معه دون أوبة فسأتحول إلى فضيحة الحي لكوني الفتاة الهاربة لكن بعد حين سأغدوا أسطورة، سيتناقلون أخباري كأني حدث مهم لا قشة مهترئة على تخت منسيّ، سيقول أحدهم أنه رآني على قمة جبل وآخر رآني أطل من نافذة بيته أشتهي قطعة خبز يابسة أو أني ترهبنت.

تركت يده فلم ترقني الفكرة وفكرت إلى أن توصلت إلى أن أغادرني، قررت أن أعاند انطفائي… تجولت في الحقل والحي وسرقت من جارنا وردة ومن الآخر بيضة دجاجته، أخفيت حذاء سعيد ابن الجيران الذي ضربني حين كنت صغيرة، وقلدت صوت نباح كلب على شباك جارتنا المسنة الوحيدة.

لم أكن سيئة وإنما أردت مجابهة هذا الركود المُخيف بالتمرد وفعل ما أهاب فعله.

عدّلت وسادتي وخلدت للنوم.

بالطبع كان هذا الحوار كله محض مُخيلة ولم أبرح سريري المنسيّ.

يمكن متابعة كتابات الكاتبة روان رياض كتكت عبر حسابها الشخصي على موقع الفيسبوك من خلال الرابط التالي:

https://www.facebook.com/profile.php?id=100018551493649

يمكن قراءة المزيد من النصوص الأدبية وعدة أمور في عالم الأدب من خلال الرابط التالي:

https://jordanrec.com/archives/category/arabic-literature

زر الذهاب إلى الأعلى
Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني.

Powered By
100% Free SEO Tools - Tool Kits PRO

أنت تستخدم أداة مانع الإعلانات

نحن نحاول تقديم المحتوى الأفضل لك ، وحجب الإعلانات من قبلك لا يساعدنا على الإستمرار ، شكراً لتفهمك ، وعذراً على الإزعاج