جنين حُلم في رحم الأيام
الكاتبة إسراء النابلسي
طالبة في تخصص اللغة عربية.
محبة لكتابة الخواطر.
سيولدُ سراجي المضيء يوماً ما بإذن الله.
نص بعنوان: جنين حُلم في رحم الأيام
أمانُ الله وسلامهُ عليك، كيفَ حالُ قَلبِك؟
وَقفتُ على عهدك ووعدك ما استطعت إلا أنك مَضيت وتركتَ لي دنيا مغلَّقة الأسرار،
بقدر اتساعها تجد ما يَهوي بِكَ في غيابة الذهول،
لَم تخبرني يوماً أن الاحتماء تحت جناحك هو أكثر الأماكن طمأنينة،
وأن كلّ ملاذ خلا الاحتواء جحيم.
ما قلت لي أن القلبَ وحده لا يستطيع المضي، فَكلُّ سَهمٍ يصوّب نحوه يصيبُ وريداً يُمدّك بالحياة، وما أكثرَ السهام التي أصابت!
ما كنتُ أعلَم أن الذي يَمضي بغير قَصدٍ يتخبط في عثرات الشتات، ما كنتُ أُدركُ أن النَفسَ تموتُ ألف مرّة وأكثر قبلَ أن تُدمَلَ تحت التراب.
تموت في حنينها واحتياجها، في وحشتها وخوفها،
تموت ساعة اختلاجها بكلام يقوده قلمٌ عاجز عن التعبير.
ما قلتَ لي أن كثرَة الميل على كتف الخوف تكسر الظَهر،
وأن الصمود والإرادة عكازة من أراد الوصول.
وأن زادَ القلب الصبر،
وحبل مداده أن تكون وحيداً في ظلمات ثلاث شيء منها أن العالم لا يدرك توهجك وقدرتك وشيء بلا أحد يستطيع احتواء تقلباتك.
ما كنتُ أظنُّ أن للدرب حُفَرٌ غائرة وأن للدنيا نوائب تضلل سبيلك الذي سلَكت.
لا شكَّ أنك قلت ولكنني ما فهمت،
قلتَ لي ستمضي كَطفلٍ وُليدَ اللحظة لا تدرك أي شيء سوى أنك إناء تملأه الأيام
ليس هذا وحسب بل إنك ستحملُ في قلبكَ رحِماً يحتضن مرادكَ كالجنين لا يَمكث تسعة أشهر فقط،
بل سنين تمضي على انحناء ظهرك وقصر نظرك وركاكة عظامك.
في كل طور من طريقك ساعة مخاض كاذب، لحين أن تنظر لوجهك الذي اتخذته خريطة الكنز،
أيام عجافٌ أقضّت سباتَ كائن يقالُ له إنسان ترحَّل ََ في خطوط وجهك وتجاعيد ملامحك.
نعم يموتُ الإنسان ألف مرّة وكذلك يولَدُ ألف مرّة،
عند كلّ مفترق طرق وعند كلّ سَبيلٍ تعزم الخوض فيه.
يمكن متابعة كتابات الكاتبة إسراء النابلسي عبر حسابها الشخصي على موقع الفيسبوك من خلال الرابط التالي:
https://www.facebook.com/israa.alnabilsi
يمكن قراءة المزيد من النصوص الأدبية وعدة أمور في عالم الأدب من خلال الرابط التالي:
