وطن

وطن
وطن

الكاتبة نور مؤيد عوّاد

بلغتُ الثامنة والعشرين من العُمر ، لا أتقن شيئاً في حياتي سوى الكتابة.

لستُ إلّا هاوية ، تُحاور أوراقاً كانت صمّاء حتى وهبتها الحياة ،

أخلق من حروفي مشاهد ، قد يعيشها البعض.

كان تشجيع مَن حولي لي هو الداعم لبدايتي ،

كانت أراؤهم تُغرقني بالمدح والإطراء ،

والآن ؛ السؤال الذي أودّ أن أجد إجابته هنا :

هل كان ما يُعجبهم هو ما تكتبه نور القريبة والصديقة والرفيقة ،

أم النص بحد ذاته لكاتبةٍ غريبة أيّاً كان اسمها !

فسأنشر لمن لا يعرفني.

نص بعنوان: وطن

صنع من بعض كراتين البضائع الفارغة ، فِراشاً يُلقي بجسده المُتعَب عليه ،

يلتف بمعطفه الممزق و يضم قدميه نحو رأسه ، يضع قبعته المهترئة على حجرٍ كبير ، فتكون وِسادته !

يحتضن بضاعته التي كان يتجول بها في الأسواق نهاراً لبيعها ، يحتضنها كأطفاله ليحميهم من المطر !

يرتجف برداً في أول الليل ، حتى يفقد الإحساس بأطرافه من البرد ، يتخدّر جسده ، وينام ..

ينام وكأنه في أحد القصور الدافئة على فراشٍ من حرير ، لا يفكّر بشيء ، و لا يخاف شيئاً ؛ فكل ما يملكه يغفو معه بين ذراعيه !

ثم يأتي النهار ، فتمد شمس الشتاء أشعتها الباردة نحوه ، وتوقظه إلى عمله ،

يقف على قدميه و ابتسامة الحمد تتجلى على وجهه البائس ،

يجمع أغراضه و يُخبّئ فرشته و وسادته القاسية في أحد الأزقة ، و يعود إلى عمله !

هذا الرجل ليس مُغتَرِباً و يُعاني في أرضٍ لا يعرفها ، بل هو في قطعةٍ صغيرة يعرف كل أزقتها ؛ يهتف لها ويُسميها :

” وطن ” ..!

يمكن متابعة كتابات الكاتبة نور مؤيد عوّاد عبر حسابها الشخصي على موقع الفيسبوك من خلال الرابط التالي:

https://m.facebook.com/khrbshat.noor.awwad/

يمكن قراءة المزيد من النصوص الأدبية وعدة أمور في عالم الأدب من خلال الرابط التالي:

https://jordanrec.com/archives/category/arabic-literature

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم أداة مانع الإعلانات

نحن نحاول تقديم المحتوى الأفضل لك ، وحجب الإعلانات من قبلك لا يساعدنا على الإستمرار ، شكراً لتفهمك ، وعذراً على الإزعاج