انفجار سيبيريا

انفجار سيبيريا
انفجار سيبيريا

انفجار سيبيريا

في صباح الثلاثين من يونيو عام 1908 وقع انفجار هائل يصم الاذان لم تشهد البشرية مثيلا لها في إقليم تنغوسكا الواقع في وسط سيبيريا في روسيا.

كتلة هائلة من اللهب ارتفعت من وسط الثلوج واضاءت نصف الكرة الأرضية تقريبا، جزء كبير جدا من غابات سيبيريا التي تغطي اكثر من 25 % من مساحة روسيا القيصرية في ذلك الوقت دمر تماما.

واكثر من 40 الف شجره من الاشجار التيجا الضخمة التي تتميز بها تلك الغابات اقتلعت من جذورها في دائرة قطرها 70 كيلو متر تقريبا جراء هذا الانفجار.

عاش سكان اوروبا في نهار دام لأكثر من ثلاثة ايام بسبب الضغط الهائل الذي احدثه الانفجار.
بل ووصلت حدة الضوء في تلك الأيام الثلاثة إلى استطاعة الأوروبيين ان يلتقطوا صور الضوئية دون وميض في منتصف الليل.

حتى في قارة امريكا الشمالية شعر البعض بهزه ارضيه جراء هذا الانفجار الهائل وانتشرت موجة من الرعب في العالم أجمع بسبب هذه الحادثه التي يظن الكثيرون وكأنها نهاية العالم.

اما في روسيا القيصرية حيث وقع الانفجار فقد كان الأمر اعظم واخطر من ذلك بكثير الناس تلك الكتلة الهائلة من اللهب تصعد الى السماء.

وقد شعر الآلاف بلفح النيران على الرغم من انهم كانوا بعيدين عن موقع الانفجار بمسافة تصل إلى أكثر من 1000 كيلو متر.

وقد اطلق البعض فيما بعد على ليلة الانفجار اسم الليلة البيضاء لقوة الوميض الذي سببه الانفجار والذي كان على أشده في الليله الاولى.

ولم يعد الليل الى الصور الطبيعية في سيبيريا الا بعد مرور اكثر من شهر على تلك الحادثة العجيبة.

ولم يتم بحث أسباب هذا الانفجار إلا في عام 1921 أي بعد ثلاثة عشر عام من وقوعه.

وذلك بسبب الاضطرابات السياسية التي كانت تسود البلاد في ذلك الوقت. والتي انتهت بانهيار روسيا القيصرية وقيام الاتحاد السوفيتي والواقع أن هذا كان تقصيرا كبيرا من العالم.

اذ لم تكن تلك الاضطرابات السياسيه عذرا لعدم بحث أسباب ذلك الانفجار الرهيب.

وقد بدا عالم سوفيتي يدعى (ل. كوليك) أول بحث علمي جاد كشف اللثام عن الغموض المحيط في هذا اللغز. فخرج في عام 1927 مع مجموعة من المرافقين وبدعم من أكاديمية العلوم السوفيتية في اول رحلة علمية للبحث عن اسباب هذا الانفجار الغامض.

و بعد رحله رهيبة استمرت شهرا كاملا وسط الجبال والثلوج الذي هزمت جيوشا جرارة في الماضي. رأى كوليك اول علامات الانفجار.

فقد كانت الاشجار في المنطقة قد اقتلعت من جذورها وكل قممها تتجه الى الجنوب الشرقي. وجذورها تشير الى الشمال الغربي حيث مركز الانفجار دون شك.

وكلما توغل كوليك أكثر بدت علامات الدمار أكثر شدة وبشاعة الأمر الذي آثار ذعر رجاله كثيرا. خصوصا عند مشاهدتهم لأشجار التيجا الهائلة وهي مقتلعة من جذورها.

لذا وعند هذا الحد رفض الرجال مواصلة السير بعد أن امتلأت قلوبهم بالرعب من هول ما رأوا. وتوصلت ل كوليك بعدم الاستمرار.

لذا لم يملك كوليك يوم الانصياع لرجاله والعودة من حيث أتوا.

ولكنه سرعان ما عاود الكرّة بعد أشهر قليلة مع مرافقين جدد، وتمكن هذه المرة بعد رحلة مشابهة كثيرا للأولى من الوصول لمنطقة كان كل شيء فيها يشير إلى أنها مركز الانفجار.

وظن كوليك في بادئ الأمر أن نيزكا هائل الحجم قد هوى على المكان وانفجر فسبب كل هذا الدمار

كتب هذا التفسير في تقريره الذي قدمه إلى المسؤولين، واطمئن الجميع لهذا التفسير.

إلى أن لقي كوليك مصرعه في الحرب العالمية الثانية والتي بسببها جعلت العلماء يفتحون باب البحث مرة أخرى وراء أسباب هذا الانفجار الغامض.

فبعد قنبلة هيروشيما لاحظ العلماء أن هناك تشابه كبير في انفجار سيبيريا وانفجار القنبلة الذرية في هيروشيما.

إذ كان التدمير في مركز الانفجار في الحالتين أقل نسبيا من الأطراف.

قد بقيت بعض الأشجار واقفة في المركزين وفي كلا الانفجارين ارتفع عمود من اللهب والدخان على شكل فطر (عش الغراب).

كما كانت هناك تغيرات وراثية كبيرة في نباتات وحشرات سيبيريا من قروح واضحة على أجسام الحيوانات. تماما كما حدث في هيروشيما بعد الانفجار.

الفارق الوحيد هو ان انفجار سيبيريا كان اقوى بعشرات المرات من انفجار القنبلة الذرية في هيروشيما بدا واضحا العلماء ان ما حدث في سيبيريا كان انفجار نووي.

ولم يكن هذا كل شيء حيث عثر العلماء في ما بعد في مركز الانفجار على قطع من الفسفور النقي!
وهو ماده يستحيل وجودها بصورة طبيعية بل تحضر صناعيا وبتكنولوجيا باهظة الثمن مع بقايا من المعدن النيكل والكوبالت والنحاس.

وقد ظهرت عده نظريات لتفسير هذا الانفجار منها نظرية الثقب الأسود، والتي تفترض أن أحد الثقوب السوداء قد ارتطم بالارض فأحدث هذا الانفجار الهائل. ولكن العلم الحديث لا يعترف بهذه النظرية على الاطلاق لأن ارتطام ثقب أسود بالأرض لن يمر بهذه البساطة وسيكون تأثيرهم مدمر تماما لكوكبنا.

ظهرت نظرية اخرى تفترض ان ما اصطدم بالأرض هو مذنب، وهذه النظرية لقيت تأييد بعض العلماء. لأن الضرر الذي تسبب به هذا الإنفجار كان شبيه جدا بالضرر الذي سيسببه المذنب في حال ارتطامه بالارض.

ولكن البعض الاخر قد عارض تلك النظرية بشدة وحجتهم في ذلك أن أجهزه الرصد لم ترصد اي مذنبات او حتى نيازك كما تصور كوليك فوق سيبيريا عام 1908.

ظهرت نظرية اخرى ترجح ارتطام المادة المضادة بالارض. وتفند هذه النظرية ايضا لان المادة المضادة كانت ستسبب في كمية هائلة من الإشاعات أكبر كثيرا مما تسبب به هذا الانفجار.

أن جميع تلك النظريات والتفسيرات كانت تفتقر الى دليل القاطع لتلك النظرية. لذا ظل موضوع انفجار سيبيريا لغزا حتى هذه اللحظة، رغم أن الدراسات لازالت مستمرة لمعرفة سبب حدوثه.

يمكن القراءة عن المزيد من مقالات علوم ما وراء الطبيعة المختلفة من خلال الرابط التالي: https://jordanrec.com/archives/category/metaphysics

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم أداة مانع الإعلانات

نحن نحاول تقديم المحتوى الأفضل لك ، وحجب الإعلانات من قبلك لا يساعدنا على الإستمرار ، شكراً لتفهمك ، وعذراً على الإزعاج