أدب رسائل، رسالة إلى الله
أدب رسائل، رسالة إلى الله
الكاتبة روان رياض كتكت
نص بعنوان:
والآن إلى الله
أما بعد:
لا أعرف كيف أحدثك كتابةً بكلمات مرتبة ومتقنة غير منمقة؛ لأني كنت أحدثك دائماً بلسان تائه وبكلمات مبعثرة بقلب مؤمن بأنك تدرك ما يعتمل في صدري، قيل لي عنك كلاماً مهيباً حين كنت صغيرة، كبرت وأنا أحمل بداخلي الحب والرهبة منك في آنٍ واحد، كنت في طفولتي أراك غيمة وأعتبر هذا أعظم أسراري خشية أن يعلم أحد بأني أكلمك أو أن توبخني عمتي بكلامها القاسي الذي يزيد خوفي منك، كنت أحدثك عن تقصيري بواجباتي المدرسية وأدعوك أن يكون لي غرفة من الألعاب مثل التي تملكها ابنة عمي، أو ذاك الطعام الذي يظهر على شاشات التلفاز،طلبت منك أن لا تبكي أمي حزناً على فراق أبي حتى أنني طلبت أن ترد إلينا الوتد خاصتنا ” أبي” لكن كيف للأموات أن يعودوا من مرقدهم.
أذكر يومًا طلبت منك أن يزداد طولي ولو قليلاً لأصبح بطول صديقاتي وحين استيقظت في اليوم التالي ولم أجد طولي إزداد بكيت كثيراً وانقطعت لعدة أيام عن التحدث إليك وأنا أردد بعنادٍ طفوليّ بأن الله لا يحبني لذلك لا يلبي لي أمنياتي التي أحدثه عنها.
الآن وقد كبرت لم أعد أرغب بطعام شهيّ ولا غرفة ألعاب، لا شيء فقط ” لملمتي من شتاتي”. الآن وقد كبرت ولم أحمل معي من طفولتي التي فُضّت إلا حبي إليك وكلامي المشتت حين أناجيك.
أصبحت كلما أنهكتني الحياة أرفع برأسي إلى السماء لأكتفي بكلمة يااااا رب، بقلب مدنف أعيته الحياة -فقط يا رب! -أجل، نسيت إخبارك بأنني حملت أيضًا من حقيبة الطفولة إيماني بأنه يعلم ما يعتمل في صدري حتى لو لم أنبس بحرف.
حيناً أهاب من رجائك بتخفيف هذا الحمل عني لأن أمي قالت لي يوماً :لا يكلف الله نفساً إلا وسعها وأن الله خلقنا بقدرات وهو يرى أنكِ أهلٌ لكل هذا فلا تتذمري، فقط اصبري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.
قريباً سأذهب إليك بهواني وضعفي قبل ذنوبي، لا زلت كما كنت في طور الطفولة،أهابك لكنني أحبك.
ستكون رحلة إلى برزخك ورحمتك التي وسعت كل شيء فكيف لا تتسع لي.
يمكن متابعة كتابات الكاتبة روان رياض كتكت عبر حسابها الشخصي على موقع الفيسبوك من خلال الرابط التالي:
https://www.facebook.com/profile.php?id=100018551493649
يمكن قراءة المزيد من النصوص الأدبية وعدة أمور في عالم الأدب من خلال الرابط التالي:
