التعاطف مع مأساة فنسنت فان جوخ

التعاطف مع مأساة فنسنت فان جوخ
التعاطف مع مأساة فنسنت فان جوخ

التعاطف مع مأساة فنسنت فان جوخ

الفنان المشهور “فنسنت فان جوخ” (Vincent Willem van Gogh) الرسام الهولندي ولد في 30 مارس 1853، وتوفي في 29 يوليو 1890، هو واحد من أكثر الرسّامين شهرة حول العالم بكامله. والأهم من هذا أنه اصبح نموذجا في العديد من الدراسات والأبحاث التي ترتبط بين الفن والجمال بالحزن والجنون. على الرغم من ذلك مات جوخ فقيرا وحزينا.

مأساة فان جوخ، هو فتى يبغضه والداه ويعاني من القلق والاكتئاب واضطراب ثنائي القطب ثم انتحر في الثلاثينيات من عمره بعد أن رسم أكثر من 2000 لوحة، صارت اليوم قصته رومانسية حزينة تتمتع بالانتشار خاصة بين أوساط المثقفين والمهتمين بالفنون والجمال. فما هو الجميل حقا في هذا العذاب النفسي والموت المبكر.

تجميل ما هو ليس جميلاً

على الرغم من أن الإصابة بالأمراض العقلية والنفسية كانت منذ عقود مضت وصمة عار يحاول الكثيرون إخفاءها، إلا أننا اليوم نأخذ منحى عكسيا آخر في التعامل مع المشكلة ذاتها.

فبدلا من التعامل معها بجعل المرض العقلي أمرا مقبولا لا يستدعي النفور أو الإحراج، صار هناك ميل وخاصة في ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جعل الجنون والاكتئاب والحزن وحتى الميول الانتحارية سمة من سمات الجمال المأساوي الحزين.

عبر تفحص سريع للصور المرفقة بالمنشورات عن الأمراض النفسية على وسائل التواصل، سنجد أن معظم الصور تستعرض المرض النفسي كجمال حزين.

فالذين يعانون من أمراض عقلية، وفقا لهذا التوجه، هم أشخاص مثيرون وعميقون وحساسون تجاه الفن والجمال، بل إن مرضهم النفسي هو ما يجعل جمالهم مميزا على وجه الخصوص؛ وسيقع في حبهم أي شخص بسبب تميزهم هذا.

وفي حين صار ادعاء بعض الأشخاص على منصات التواصل الاجتماعي بوجود مشاكل عقلية ونفسية وسيلة سهلة لجذب الانتباه والحصول على الحب والشفقة والدعم النفسي وأحيانا المادي، عوضا عن تطوير أي مهارات شخصية تقتضي عملا مضنيا وجهدا كبيرا، فإن أولئك الذين يعانون بالفعل من الأمراض النفسية والعقلية قد صاروا أكثر انعزالا وخجلا من التحدث علانية عن معاناتهم لشدة ما صار الحديث عن الأمر مبتذلا.

الخطر الواقع بالابتذال

على الرغم من أن عبارة “سيستمر الحزن إلى الأبد” لصاحبها فان جوخ عن استمرارية الحزن للأبد صارت واحدة من أكثر الاقتباسات شهرة واستخداما على منصات التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من أنها عادة ما تقدم في سياق عاطفي ورومانسي بشكل كثير ومبتذل، إلا أن هذا الابتذال خطير جدا وقد يقتل أحيانا.

فالمنشورات التي تُجمّل المرض العقلي والحزن أو ما هو أسوأ، والتي تجعل الانتحار يبدو وكأنه عمل فني مأساوي أو حزين لكنه جميل، أحيانا ما تُشجع على تحويل الفكرة إلى حقيقة.

وربما لهذا السبب، صار إضفاء الطابع الرومانسي على الأمراض العقلية يمثل خطر كبير يجب الانتباه إليه.

وفيما ينشر كثيرون هذا النوع من الرسائل للفت الانتباه، فقد يراه آخرون  على أنه الخيار الوحيد القابل للتطبيق بالنسبة لهم، وهو أمر خطير جدا، لأنهم ربما ينتحرون فعلا.

الجانب الخطير الآخر لتلك المنشورات، التي تُضفي طابع العمق والجمال الحزين على الأمراض النفسية، هو أنها تصرف الانتباه عن الذين يعانون فعلا بصمت، لأن ذويهم أو معارفهم ينظرون إليهم على أنهم “مُدّعي مرض”، بينما هم في الحقيقة يحاولون جاهدين التأقلم مع وضعهم النفسي والعقلي شديد الثقل وشديد المرارة.

الجمال لايساوي الوجع

وقالت الناقدة الفنية “أوزي شوالتر”، أن منصات التواصل الإجتماعي قد غيرت نظرات البشر بخصوص الأمراض النفسية فأظهرتها على أنها “شاعرية أو “عميقة” أو حتى “تزيد من قيمة المرء”، بما في ذلك حالة فان جوخ المأساوية.

ومع ذلك، فإن ما قدمه العديد من رواد تلك المنصات حقا هو استهانة للشخص وللمرض، وايضًا تقليل من شأن المحتاجين حقا للمساعدة.

يمكن قراءة المزيد من أخبار الفن والنجوم من خلال الرابط التالي: https://jordanrec.com/archives/category/art-stars

للاطلاع على المزيد من المواضيع وأبرز المقالات عبر موقع سجلات الأردن:

www.jordanrec.com

زر الذهاب إلى الأعلى
Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني.

Powered By
Best Wordpress Adblock Detecting Plugin | CHP Adblock

أنت تستخدم أداة مانع الإعلانات

نحن نحاول تقديم المحتوى الأفضل لك ، وحجب الإعلانات من قبلك لا يساعدنا على الإستمرار ، شكراً لتفهمك ، وعذراً على الإزعاج