مجنون ليلى

مجنون ليلى

امرؤ القيس

هو قيس بن معاذ، ويقال: قيس بن الملوح أحد بني جعدة بن كعب بن ربيعة العامري، من نجد ولقبه المجنون لذهاب عقله بشدة عشقه.

ويقال: أنه لم يكن مجنونا.

وكان المجنون وليلى (بنت مهدي بن سعد العامري) صاحبته يرعيان البهم، وهما صبيان، فلم يزالا كذلك حتى كبرا فحجبت عنه.

وكان ظريفا جميلا، راوية للأشعار، حلو الحديث، وكان تعرض عنه، وتقبل على غيره بالحديث، حتى شقّ عليه ذلك، فاقبلت عليه وقالت:

كلانا مظهر للناس بغض
وكل عندي عند صاحبي ماكين
تبلغنا العيون بما اردنا
وفي القلبين ثم هو دفين

فلما سمع البيتين شهق شهقة شديدة و اغمي عليه، فمكث على ذلك ساعة، حتى افاق، وتمكن حب كل واحد منهما في قلب صاحبه.

ولكن أباها حجمها عنه، فهام على وجهه ينشد الأشعار حتى ذهب عقله، وهام مع الوحش.

فيرى حين في الشام، وحين في نجد، وحين في الحجاز، إلى أن وجد ملقى بينا أحجار وهو ميت فحمل إلى أهله.

توفي سنة 68 للهجرة /688 ميلادي.

قصة حبه:

قيل أنه مر يوما وهو على ناقة له بامرأة من قومه وعليه حلتان من حلل الملوك، وعندها نسوة يتحدث، فأعجبهن، فاستنزله للمحادثة، فنزل ، فجاءت ليلى فجعل يجزّ بالمدية في كفه وهو شاخص فيها حتى عرق كفه، فأخذت اللحم من يده وهو لا يعلم، ثم قال لها :هل تأكلين الشواء؟ قالت: نعم. فطرح من اللحم شيء على الغضى، وبدأ يحادثها، فقالت له : هل استوى اللحم؟ فمدّ يده الى الجمر، وجعل يقلب بها اللحم، فاحترقت، ولم يشعر، فلما علمت ما داخله صرفته عن ذلك، ثم شدت يده بهدب قناعها.

فقد روي أنه ذهب إلى الحج ليدعوا الله أن يشفيه من داء حب ليلى وقيل له تعلق بأستار الكعبة وادعوا الله أن يشفيك من حبها وما لبث إلا أن ذهب قيس وتعلق بأستار الكعبة وقال : “اللهم زدني لليلي حباً وبها كلفاً ولا تنسني ذكرها أبداً”.

وقيل أن قيس قد ذهب إلى ورد زوج ليلى بيوم شديد البرودة وكان جالساً مع كبار قومه حيث أوقدوا النار للتدفئة فقال قيس :

بربك هل ضممت إليك ليلى
قبيل الصبح أو قبلت فاها
وهل رفت عليك قرون ليلى
رفيف الأقحوانة في نداها
كأن قرنفلاً وسحيق مسك
وصوب الغانيات شملن فاها

فقال له ورد: أما إذا حلفتني فنعم.

فقبض قيس بكلتا يده على النار ولم يتركها حتى سقط مغشيًا عليه.

يمكن قراءة المزيد من النصوص الأدبية وعدة أمور في عالم الأدب من خلال الضغط هنا