أمور يجب عدم مناقشتها في العمل

أمور يجب عدم مناقشتها في العمل

وفق دراسات العلوم السلوكية فقد ثبت أن الناس نادرًا ما يفهمون النية الحقيقية لغيرهم من الأشخاص، وسوء الفهم يحدث كثيرًا حتى مع الأشخاص المقربين، فبالطبع سوف يحدث الأمر ذاته مع زملاء العمل الذين لا يعرفون إلا أمور بسيطة عن شخصية من حولهم.

وقد قال الكاتب توني يوينغ خلال مقال له قام بنشره على موقع “فوربس” الأمريكي أنه: “لسوء الحظ فإن سوء الفهم البسيط، وعلى الرغم من نوايانا الحسنة، قد يتسبب في مشكلات لنا بالعمل. أما في حال أضاف الشخص موضوعات مثيرة للجدل إلى المعادلة، فقد تصبح الأمور خطيرة تماما”.

ووفق ما يرى خبراء فإن العلم السلوكي يؤكد للجميع أن الجميع متحيزون، وأن التحيزات يتم بناؤها من خلال طرق مختصرة ويتم الانتقال إلى الاستنتاجات من أجل توفير الطاقة. والتأثير النهائي هو ما يتم سماعه من قبل الآخرين، ويتم فهمه بشكل مشوه، بالتالي فإن الخيار الوحيد هو قيام كل فرد بالتحقق من سلوكه كي لا تتفاقم التحيزات الخفية ضد كل شخص، خاصة داخل البيئة المهنية.

ومن الجميل أن يشعر الشخص بوجود زملاء عمل ودودين، إلا أنه يوجد عدة مجالات يجب أن يتجنب الشخص الحديث فيها، كي لا تسبب أي انزعاج أو عداوة مع الآخرين، وفيما يلي أهم هذه المواضيع:

السياسة والدين

إن الناس يتخذون مواقف ثابتة وصعبة تجاه الأمور التي لها علاقة بالسياسة والدين، وبسبب ذلك فإنهم لن يوافقوا أبدًا على وجود اختلاف مع زملائهم في العمل، ولن يقوموا بالتخفيف من مواقفهم بناء على نقاط القوة الموجودة في الحجة، وقد رأى باحثون من جامعة كوليدج لندن أن القيام بإظهار قناات المرء السياسية خلال الحديث يزيد من ترسيخ القناعات الخاصة بالمعارضين، حتى لو كانت جميع الحجج لصالحهم.

وقد أشارت الأبحاث السلوكية إلى أن المناقشات في مواضيع السياسة والدين خاصة تؤدي إلى إصدار أحكام على الأشخاص الآخرين، وهذا الأمر ينتج عنه الوصول إلى ما يسمى النقطة العمياء وفق تسمية علماء السلوك، أي أن الأشخاص يكونون بعيدين عن التفكير بشكل عقلاني.

الحالة الصحية

بعض الناس يحكمون على غيرهم حسب الكفاءة الجسدية، وبناء على ذلك فإن الإفراط في التحدث عن المشاكل الطبية يؤدي إلى جعل المتواجدين في العمل يرون أن هذا الشخص غير كفء وأنه ليس مناسب من أجل الحصول على ترقية أو حتى الحصول على وظيفة فيها القليل من التحديات.

الحالة المادية

يعتبر أمرًا جيّدًا أن يثق الإنسان بمَن معه في العمل بما يتعلق بالتحديات المالية التي تواجهه، لكن هذا يعتبر من المواضيع الهامة التي يجب تجنب الحديث عنها، فزملاء العمل ليسوا بحاجة إلى معرفة هذه المعلومات، كما أنه ليس بإمكانهم فعل شيء من أجل المساعدة.

كما أنه عندما يتم إخبار زملاء العمل عن المشاكل المادية فإن تعاملهم سوف يختلف، خاصة عند الرغبة في شراء فنجان قهوة إضافي مثلا أو الخروج من أجل تناول الغداء. لذلك فإنه من الأفضل عدم التحدث فيما يتعلق بالمشاكل المالية.

كم تربح؟

إن العديد من الأشخاص يقومون بربط قيمتهم المهنية بحجم الرواتب التي يتقاضونها، ويشعرون بوجود منافسة مع زملاء العمل، ولذلك فهم يتعمدون القيام بتضمين وضعهم المادي المتفوق على غيرهم في العمل خلال النقاشات، وهذا يؤثر بشكل سلبي على العلاقات المهنية.

التطلعات المهنية

لا يوجد أي خطأ عند اعتبار الوظيفة الحالية نقطة انطلاق لأمور أكبر وأفضل منها، إلا أنه يجب الاحتفاظ بهذه المشاعر وعدم البوح بها خاصة في مكان العمل، والسبب في ذلك هو أن الحديث عن الطموحات سوف يجعل رئيس العمل يشك في ولاء الموظف، أما الزملاء فسوف يشعرون تجاهه بالاستياء.

التشكيك في أداء زملاء العمل

إن القيام بالتشكيك في أداء الإدارة العليا أو عمل الرؤساء أو الزملاء لا يؤدي إلى أمور جيدة، ولكن إذا وجد الموظف نفسه في نقاش يتطلب منه القيام بتقييم أو تشكيك عمل أو سلوك أحد الموظفين فإنه يجب الإصرار على مناقشة هذا الأمر بطريقة رسمية ووفق سياسة مكان العمل.

وفي ذات الوقت فيجب على الموظف ألّا يكون فظ في أسلوبه عند إسكات الزملاء الذين يقومون بطرح مواضيع كهذه، ويجب القيام بتغيير الموضوع بشكل لطيف، وإذا لم يفهم الزملاء عن طريق التلميح فيمكن استخدام عبارة: “لدينا الكثير من العمل للقيام به”.

المشاكل العائلية

إن القيام بمناقشة أي مشاكل عائلية يواجهها الفرد مع عائلته يؤدي إلى جعل الموجودين في العمل يتساءلون إن كانت هذه المشاكل سوف تؤثر على تركيز الموظف وأداءه لعمله، حتى إذا كان الموظف يعلم أن هذه المشاكل لا تأثير لها على أداء العمل.

الأمور الشخصية الدقيقة

في بعض الأحيان يشعر الموظف بالراحة مع زملاء العمل، مما يسهل انزلاقه وحديثه عن أمور غير لائقة، وبغض النظر عن مدى القرب من زملاء العمل فإنه يجب أن تبقى الحياة الخاصة دائمًا من أهم الأمور التي يجب عدم مناقشتها.

التلميحات غير الواضحة

إن النساء والرجال لا يفهمون نواياهم تجاه بعضهم البعض بذات الطريق، فمثلا وجد باحثون في النرويج أن الرجال يفسرون العلاقة دائمًا بأنها علاقة جنسية، بينما النساء يفسرونها بأنها علاقة ودية.

يمكن قراءة المزيد من المقالات العامة والهادفة المختلفة من خلال الضغط هنا