دقيقتان إضافيتان

دقيقتان إضافيتان
دقيقتان إضافيتان

الكاتبة صفاء حميد

شغوفة باللغة و الأدب، تلتهم الحياة على مهل.

نص بعنوان: دقيقتان إضافيّتان

بعد أن حاولتَ قطع الشارع و قفزت نقطة من دمك لتستقر على ثوبي، قفز معها التساؤل: ماذا كان سيحدث لوظلّت يدك في يدي دقيقتين إضافيتين؟

حين جلست إلى جانبك في سيارة الإسعاف أراقب وجهكَ الساكن الموشّح بالحمرة، وقميصك الغارق في الدم و العرق، قفز التساول إياه مرة ثانية، ماذا كان سيحدث لو ظلّت يدك في يدي دقيقتين إضافيّتين؟

حين فتّشت جيب بنطالك المثخن بالشقوق بحثاً عن أشيائك الباقية على قيد الحياة، تساءلت ماذا كان سيحدث لو ظلّت يدك في يدي دقيقتين إضافيّتين؟

و لما كانت الممرضة تهز كتفي لتوقظني قائلة إن الأمر قد انقضى و على أحدهم استلام الجثمان لدفنه، تساءلت ماذا كانت ستفعل دقيقتان إضافيّتان من يدي في يدك ؟

وأنا أركب سيارة التاكسي و أطلب منها أن تتبع سيارة نقل الموتى، قلت: هل كانت دقيقتان إضافيّتان ستكونان ذات فرق؟

في المقبرة و القبر المفتوح ينتظرُ و مجرفة على إحدى جانبيه تتوق للردم.

فكرت: لماذا لم تكن هناك دقيقتان إضافيّتان؟

بعد أن سرت مبتعدة عن القبر الساكن و المجرفة و سيارة نقل الموتى شعرت أن دقيقتين إضافيّتين كانتا ستحدثان فرقاً، فشددت على يدك في يدي مرة ثانية كما كنت أفعل طيلة الساعتين الفائتتين ونحن نتبادل عبارات الوداع على الرصيف.

يمكن متابعة الكاتبة صفاء حميد عبر حسابها الشخصي على موقع الفيسبوك من خلال الضغط هنا

يمكن قراءة المزيد من النصوص الأدبية وعدة أمور في عالم الأدب من خلال الضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى
Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني.

Powered By
100% Free SEO Tools - Tool Kits PRO

أنت تستخدم أداة مانع الإعلانات

نحن نحاول تقديم المحتوى الأفضل لك ، وحجب الإعلانات من قبلك لا يساعدنا على الإستمرار ، شكراً لتفهمك ، وعذراً على الإزعاج