إلى شخصي الرمادي للكاتبة هديل خالد

إلى شخصي الرمادي للكاتبة هديل خالد
إلى شخصي الرمادي للكاتبة هديل خالد

إلى شخصي الرمادي للكاتبة هديل خالد

إنّها العاشرة صباحًا، أقبع بين طيّات النسيان خلف جدار وكرسي، تتسابق الأطياف في رأسي، تصطفّ أمامي، توبّخني، وتارة ترعبني، أقوم بعدها قيامة الميت أروي لنفسي ساعات من الجحيم عارية من الحقيقة.

أربعة في داخلي، يتراقصون، يتأرجحون، يمسكون بطرف قلبي يجرونني للسّواد، يقسمون بموتي وأنا حية!

انتابتني دفعة مشاعر، هل هذا أنا حقًّا؟ هل الحقيقة كذب واضح؟

لم يكونوا لي سوى حطام رسمته بريشة تالفة، ينفصل الظّل بالظّلام، ولكنّني أرى لنفسي أربعة، فهل حقًّا ينفصل أم أنّه خداع علميّ؟

الوحدة سيئة، سيئة جدًّا..

لا تنظر هكذا، لم أقصد ما خطر لك، أقصد الوحوش التي استعمرتني، الشعور الذي لا يباح، الحقير اللعين في يسار صدري وأنت، أمّي واهتراء غشاء معدتي، برودة أعصابي الدائمة وأبي، خرم في ذاكرتي وأنت، يشقّ قلبي وأغرق في ذاتي.

ماذا لو كانت بطولتك أن تنجو من هذه الحياة وتعيش في موتك إلى الأبد؟

لا عليك، فقد اعتدتُ إخبارك بهواجسي، لا تكترث لما سبق، فليس هذا ما أردت إخبارك به.

أنت لست في أمان الآن، ولا تراودك السكينة، تنسلخ عن نفسك، تستيقظ في الرابعة ناقصات عشر ليلًا مفزوعًا..

علامات الإرهاق ظاهرة عليك بحجّة صداع عني في الرأس، لكن أنت لديك قلق في داخلك، ما يؤدي إلى اختطاف وشحوب وجهك، لا تدري كيف تلملم نفسك.

أعلم تمامًا كيف هو صوتك في هذه الآونة، تبتسم ابتسامة غارقة لا نجاة لها، وكيف ما أن تستقر بجانب نافذة حتى تنصهر فيها..

وكيف أنّك تحب التوليب البنفسجي المائل إلى السّواد، وتقدّس السواد، وسبب اسوداد رؤياك، وكيف هي أيامك الآن، وكيف تمشي وأنت تلعن الأزمان.

أنا أعلم كل شيء يا ابن القلب، يبدو بأنني غريقة بك، كأنّني أغرص في جحيم ملتهب.

أتمنّى ألّا تصل هذه الرسالة، أن ينتهي صوتها ويتبدّد فلا تُسمَع، وإن وصلت فلتبتلعك وتكفنك تلك السطور.

يمكن قراءة المزيد من النصوص الأدبية وعدة أمور في عالم الأدب من خلال الضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى
Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني.

Powered By
100% Free SEO Tools - Tool Kits PRO

أنت تستخدم أداة مانع الإعلانات

نحن نحاول تقديم المحتوى الأفضل لك ، وحجب الإعلانات من قبلك لا يساعدنا على الإستمرار ، شكراً لتفهمك ، وعذراً على الإزعاج