دراكيولا

لم يعرف التاريخ حاكماً اشد قسوة من دراكيولا هذا الرجل الذي آثار ضجه هو ولكل الذين عاصروه او قراءوا تاريخه لوحشيته الغير طبيعية!

والحديث هنا ليس عن دراكيولا مصاص الدماء الشهير الذي قدمته السينما العالمية بل عن دراكيولا الحقيقي.

فهو شخصية حقيقية تحدثت عنها كتب التاريخ بالتفصيل فقد كان امير مملكة (والاشايا) والتي أصبحت في زمننا الحالي جزءا من رومانيا.

وقد عاش دراكيولاَ في القرن الرابع عشر حيث كان اسمه الحقيقي هو فلاد الوالاشي نسبة ل والاشيا التي كان يحكمها.

من القصص الاكثر وحشية التي قد كانت في زمن دراكيولاَ عندما قام بدعوة مجموعة من النبلاء المعارضين لحكمه لوليمة كبيرة في قصره تقام على شرفهم.

وبينما هم على مائدة الطعام سألهم دراكيولاَ عن عدد الحكام الذين عاصرهم في والاشيا فرد عليه النبلاء قائلين بأنهم عاصروا عدد كبير من الحكام نظرا للدنائس والمؤامرات والاغتيالات الكثيرة التي حصلت اتجاه هؤلاء الحكام والتي تؤدي بطبيعة الحال إلى تغيير الحاكم.

فنهض دراكيولا غاضبا وصرخ فيهم بصورة فاجأت الجميع مدعيا أنهم السبب الرئيسي وراء كل الدسائس التي كانت تحصل في الماضي والتي أدت إلى تغيير الحكام.

فامر بالقاء القبض عليهم وخوزق العجائز منهم وأمر بإرسال الباقيين الى منطقة تدعى بويناري لبناء قلعة فوق الجبل.

وكان النبلاء يعملون في الجبل وسط الصخور الوعرة طوال الوقت حتى أن ثياب بعضهم كانت تتمزق.

فاستمروا في عملهم عراه في مشهد رهيب لا يوصف ولقي الكثيرون حتفهم بسبب مشقه العمل وعدم حصولهم على أوقات كافية للراحة.

ليصادر بعدها دراكيولا أموالهم ويعطيها لمؤيديه حتى يكسب ولاءهم.

وتشير كتب التاريخ أن داركيولا قد قتل خلال فترة حكمه بين 40 – 100 ألف شخص.

حتى ان الأتراك الذين كانو في حالة حرب معه فشلوا في هزيتمه في إحدى المعارك بسبب الهلع الذي دب في قلوب الجيش التركي من ممارسته الوحشية.

فعندما أعد السلطان التركي (محمد الثاني) جيشا جرارا يفوق جيش دراكيولا بثلاث مرات تقريبا لغزو والاشيا.

كان دراكيولا قد أدرك ان المعركة خاسرة ولا أمل له بالنصر فقام بحرق كل القرى الموجودة على حدود والاشيا.

شاهد أفراده منظرا رهيبا في الغابة المحيطة بالمنطقة منظر مخلد لا يجهله اي قارئ لتاريخ داركيولا فقد شاهد الجنود الأتراك ألاف الماسجين والأسرى الأتراك الذين قبض عليهم دراكيولا في حربه الطويلة وكانو جميعهم مخوزقين.

وعلى الرغم من أن الجيش التركي الذي أعده السلطان محمد الثاني كان اقوى بكثير من جيش دراكيولا إلا أن الجنود الأتراك رفضوا الاستمرار في التقدم من هول ما رأوا وبالفعل تراجع الجيش التركي فأنتصر دراكيولا في هذه المعركة.

والواقع أن دراكيولا يعكس ما قد يصور الكثيرون يعتبر حاليا بطلا قوميا في رومانيا وهو جزء هام جدا من تراثها لاسباب عديدة.

فهو احد الحكام القلائل إن لم يكن الحاكم الوحيد الذي حارب أعداء بلاده المجرمين والأتراك بضراوة ووقف سدا منيعا ضد التاثيرات الجانبية على حضارة وثقافة بلاده.

و قام بتوحيد جميع مقاطعات والاشيا او يحمل دراكيولا الكثير من الالقاب مثل أمير الظلام وابن الشيطان او نوسفيراتو.

وهي كلمه مجريه تعني الذي لا يفنى واطلق عليه البعض الاخر كما ذكرنا في البداية اسم فلاد المخزوق لولعه بإعداد الناس بواسطة الخوزقة.

أما أشهر القابه على الإطلاق:

فهو بالطبع دراكولا ويعني التنين او الشيطان حتى أن الكثيرين لا يعرفون أسمه الحقيقي ويعرفونه بهذا اللقب.

أختلف المؤرخون حول الوسيلة التي مات بها دراكيولا إلى أن الأرجح هو انها قد لقي مصرعه عندما كان يشارك جنوده القتال في إحدى المعارك ضد الاتراك.

بينما تذكر رواية أخرى أنه قتل على يد جنوده أثناء الحرب وقد قام السلطان التركي بغرس رأس دراكيولا على رأس رمح وعرضه على الناس.

حتى يتأكد الجميع من موته وتذكر كتب التاريخ أن جثة دراكيولا قد دفنت في مكان مجهول في جزيرة سناجوف.

وما ذكرناه هو بعض اللقطات المهمة من سيره فلاد الوالاشي أو دراكيولا والتي تحوي على قصص القتل والتعذيب ما يشيب لوهله الولدان.

ولا ننسى أن نذكر أن شخصية دراكيولآ هي التي اوحت للكاتب الكبير برام ستوكر بشخصية دراكيولآ مصاص الدماء الشهير في روايته عام 1897.

يمكن القراءة عن المزيد من مقالات علوم ما وراء الطبيعة المختلفة من خلال الضغط هنا