رسول الحب والعطاء وابنة بطوطة العصر الحديث

رسول الحب والعطاء وابنة بطوطة العصر الحديث
رسول الحب والعطاء وابنة بطوطة العصر الحديث

الكاتب عدي أحمد صافي

طالب صحافة وإعلام في الجامعة العربية المفتوحة.

عمل كصحفي في وكالة نيروز الإخبارية لمدة 8 اشهر ويعمل اليوم كصحفي في موقع التاج الإخباري.

مؤلف كتاب اللقاء الأخير (سيطبع قريباً).

نص بعنوان: رسول الحبّ والعطاء وابنةُ بطوطة العصر الحديث

وهبت الحُبَّ والعطاء واعطتنا الأملَ بكلِ سخاء، زارت البلدان واسقت الظمآن، عرفت معنى الإختلاف وادركت أن الشغف يقتلُ الحزن والآلام، إبنة بطوطة العصر الحديث ورسول السلام، رَغد الجمعان…

رغد الجمعان، عمرها 22 عاماً، أحبت السفر بين الماضي والحاضر؛ بهِ وجدت مفتاح القلوب وسبيلاً لإيقافِ الفقر والحروب، عرفت الديانات وحفظت تاريخَ الحضارات، زارت بكين وعرفت ماضي الصين، أما الهند فقرَأت عجائبها وغرائبها ولغاتها الست، وفي بلغاريا أعانت الشباب والشُياب وفي تركيا عملت على مشروع يضمن التعايش بين اللاجئينَ…

مارست رغد في قصتها دورَ الألوهية ضمن محددات؛ فقد أعطت دون مقابل وقد مزجت ما بين العمل التطوعي والسفر، أحيت الطموحَ والأمل وقتلت الحزنَ والإحباط، جعلت التعايشَ صولجانٌ للنجاح والتفرقة طريقٌ للضياع، أما ديانةُ القصة فهي السلامُ بين الثقافاتِ والشعوب.

في رحلةِ الهند علّمت اليتامى في إحدى مدارسِ القرى المهمشة، وشاركتهم الظروف الصعبة حيث قضت بعض أيامها على الخبزِ والماء؛ كي تشعرَ بالغير ومن أجل أن تخلقَ أينما حلّت الخير.

وفي رحلة تركيا-غازي عنتاب، أقامت مشروعاً لدمج اللاجئين السوريين والأتراك، فجهزت المحاضرات المكثفة التي ساهمت في نشر الوعي وتقبل الإختلاف، واستطاعت تغيير الواقع السابق عند فئة كبيرة من المواطنين الأتراك، وفي بلغاريا عملت على مشروع يهدف إلى تقليل البطالة وتوفير فرص العمل بين الشباب داخل المدن الصغيرة.

تقول رغد: “زرنا في هذه الرحلة ثلاث سيدات كبيرات في السن، طموحهن الحفاظ على التقاليد البلغارية وقد صادف وجودنا ذكرى عيد الفصح، استقبلونا أجمل إستقبال وشاركونا أفراحهم وذكرياتهم وتاريخ بلادهم”.

  وفي ترحالها خاضت رغد تجربة عظيمة فريدة من نوعها في الصين؛ حيث أقامت مع أربعة عائلات، وتنقلت بين ثلاثةِ مدن مختلفة، علّمت الطلبة اللغة الإنجليزية داخل إحدى المدارس الحكومية، أدركت معنى الصبر وضرورة التأني قبل الحديث، وتعلمت كيفية تناول الطعام بالأدوات المحلية، في الصين ذاقت طعم الإختلاف وشربت العلمَ من مختلفِ الأطياف.

تؤمن هذه السيدة أن السفر والعمل التطوعي يعلمنا الصبر وكيفية التعايش مع من نجهل عاداته ودياناته وثقافاته، وترى أن السفر أظهر لها أن العالم أصغر مما نتصور وأكثر بهجة وجمالاً مما نعرف، وترى أن الثقة بالنفس وتمجيدُ الذات سبيلٌ إلى تحقيق الأحلام والمعجزات، وان الأمل ضرورة للشعوب؛ كي تنهض بعد عثراتها وكي تصحو بعد خيباتها.

وفي اليوم العالمي للتطوع أقول:

“العمل التطوعي إفتراضياً هو صورة الإنسانية ومن يمثلها، وهو المعني ب الدفاع عن مشاعرها، وهو محامي كُلَّ محتاج ومنقذه، إن تناسيناه ما عرفنا طريقَ السلام ولجهلنا وجعَ الإنسان، بدونهِ سنرى جائحةً من الحُزنِ والآلام في سائرِ الأوطان”.

ورغد هي مثالٌ يحتذى به لدى رفاق الترحال والتطوع.

هي القدوة لكُلِّ من يسعى لوقفِ الحروبِ والخراب، وقمراً ينيرُ طريقَ الشباب.

يمكن متابعة كتابات الكاتب عدي أحمد صافي عبر حسابه الشخصي على موقع الفيسبوك من خلال الضغط هنا

يمكن قراءة المزيد من النصوص الأدبية وعدة أمور في عالم الأدب من خلال الضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى
Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني.

Powered By
Best Wordpress Adblock Detecting Plugin | CHP Adblock

أنت تستخدم أداة مانع الإعلانات

نحن نحاول تقديم المحتوى الأفضل لك ، وحجب الإعلانات من قبلك لا يساعدنا على الإستمرار ، شكراً لتفهمك ، وعذراً على الإزعاج