من هي زهرة الاضاليا السوداء؟

من هي زهرة الاضاليا السوداء؟

تسمى ايضاً داليا السوداء‏ وهو لقب يطلق على فتاه تدعى اليزابيث شورت ولدت في يوليو29، 1924 وتم قتلها في 15 يناير 1947. حيث كانت جريمة قتل هذه المرأة الامريكية من أشهر الجرائم التي حصلت سنة1947. و لقد اكتسبت هذا اللقب بعد وفاتها بفترة وجيزة وقصيرة. وهذا بفضل الصحف التي اعتادت على تسميه الجرائم وخاصة المشهورة جداً.

نشأة اليزابيث شورت

ولدت اليزابيث شورت في بوسطن. انحدرت من عائلة تتكون من سبع أفراد. غير والدها كليو وأمها فيبي ماي (سوير) كان لديها خمس أخوات. حيث كانت هي الثالثة بين أخواتها. ترعرعت ونشأت في ضاحية ميدفورد في ماساشوستس. وكان والدها يعمل في بناء ملاعب الغولف المصغرة حتى انهار سوق الأسهم سنة 1929. عندها خسر الأسهم وتم بعدها خسارة معظم أمواله.

في أحد الأيام سنة 1930، قام والدها بالوقوف على أحد الجسور، ولم يره أحد بعدها. مما دفع الكثيرين إلى الاعتقاد بإنه قام بالانتحار. و بعد ذلك انتقلت فيبي ماي شورت وعائلتها إلى شقة صغيرة في ميدفورد. وعملت كمحاسبة لتكون قادرة على تقديم المصروف اليومي والدعم لهم. وبعد عدة سنوات، اكتشفت فيبي وعائلتها أن كليو شورت ما زال على قيد الحياة وأنه يعيش في كاليفورنيا.

تنقلات اليزابيث

عندما بلغت اليزابيث شورت السادسة عشر من عمرها. ذهبت لقضاء فصل الشتاء في ميامي حيث انها كانت تعاني من الالتهاب الشعيبي والربو. وخلال السنوات الثلاثة المقبلة، كانت تنتقل لتعيش في فلوريدا خلال الأشهر الباردة. وبالتالي تعود إلى ميدفورد لتقضي بقيه العام هناك.

وعندما أصبحت في التاسعة عشرة من عمرها انتقلت للعيش مع والدها في فالجيو. حيث كان والدها يعمل على مقربة من ميناء جزيرة مار للسفن البحرية في سان فرانسيسكو. في أوائل عام 1943، انتقلت اليزابيث شورت ووالدها للعيش في لوس أنجلوس. ولكن بسبب الخلاف الذي وقع بين اليزابيث ووالدها. اضطرت اليزابيث إلى المغادرة.

وعملت في مجال تبادل السلع في معسكر كوك بالقرب من لومبوك في كاليفورنيا. ولكن سرعان ما انتقلت إلى سانتا باربرا. حيث ألقي القبض عليها في 23 سبتمبر 1943 بتهمة الشرب دون السن القانونية. حكمت سلطة الأحداث عليها بالعودة إلى ميدفورد. الا انها رفضت و أصرت اليزابيث على العودة إلى فلوريدا. وأصبحت لا تعود إلى ماساشوستس إلا كل عدة سنوات.

بينما كانت اليزابيث شورت تقضي وقتها في فلوريدا. التقت بالرائد ماثيو مايكل جوردن الثاني. وهو ضابط ممجد في القوات الجوية ومن الرتبة الثانية في المجندات الجوية. حيث كان هناك ليتدرب على حركة عسكرية بين الصين والهند. فقامت بإخبار صديقتها أن جوردن قد كتب لها في الوقت الذي كان يتعافى فيه من حادث تحطم طائرة وهو في الهند وتقدم لخطبتها فوافقت. ولكنه توفي في حادث تحطم ثاني في 10 أغسطس 1945. وهذا قبل أقل من أسبوع من استسلام اليابان وانتهاء الحرب العالمية الثانية.

عودة اليزابيث إلى لوس انجلوس

بعد ذلك عادت اليزابيث إلى لوس أنجلوس في يوليو سنه 1946. وذلك لزيارة الضابط جوزيف جوردون فيكلينغ الذي يعمل ايضاً في قوات سلاح الجو. والذي سبق و تعرفت عليه بينما كانت في فلوريدا. كان جوزيف يعمل في مجال العلاقات القومية لأنظمة المطارات الموحدة، في مدينه لونغ بيتش، في لوس أنجلوس حيث عاشت اليزابيث آخر سته أشهر من حياتها.

وقوع جريمة القتل والعواقب

في صباح يوم 15 يناير 1947. عُثر على جثة اليزابيث شورت عارية ومقطّعة لنصفين في منطقه معزولة. في منتصف الطريق بين شارع المدرج وغرب شارع 39 في حديقة لايميرت في لوس أنجلوس. وكانت بيتي بيرسينغر أحد السكان المحليين هي من اكتشفت الجثة حوالي الساعة 10 صباحا. بينما كانت تقوم بالمشي مع ابنتها البالغة من العمر ثلاث سنوات. في البداية، ظنت بيتي أن الجثة عبارة عن تمثال عرض الملابس الذي يكون في المتاجر. وعندما اكتشفت أنها جثة أسرعت إلى أقرب منزل واتصلت بالشرطة.

العثور على الجثة وبدء التحقيق

كانت جثة اليزابيث شورت المشوهة قد قُطعت بالكامل من منطقه الوسط. ومستنزفة بالكامل من الدم. كما كان من الواضح أن القاتل قد قام بغسل الجثة. وكان وجهها أيضا مقطوعاً من زوايا فمها حتى أذنيها. مبتكرا بذلك تأثير ما يسمى بابتسامة غلاسيكو. كانت جثة اليزابيث تحتوي أيضا على عدة جروح في منطقه الفخد والثدي. حيث كانت كل قطعة من اللحم مقطوعة بعيدا. وكان الجزء السفلي من جسدها بعيدا عن الجزء العلوي بمقدار قدم تقريبا. في حين كانت أمعاؤها مطوية بشكل مرتب وموضوعه تحت أردافها. كانت الجثة موضوعة بشكل حيث اليدين فوق الرأس والمرفقين محنيين بزاوية قائمة والقدمين مفرقتين عن بعضهما البعض. بعد فترة من التحقيق، وجد المحققون كيساً من الإسمنت الذي يحتوي على قطرات من الدم المائي. ووُجدت أيضا أثر كعب حذاء على الأرض محاطاً بأثار إطارات.

تحديد سبب الوفاة لاليزابيث

ذكر تشريح الجثة أن طول اليزابيث شورت كان ما يقارب 5 أقدام و5 بوصات أي (1.65 متر). ووزنها 115 باوند (52 كلغ). وكانت عيونها زرقاء وشعرها بني وأسنانها تالفة بشدة. وذكر التشريح أيضاً وجود علامات ربط على الكاحلين والمعصمين والرقبة. لم تكن الجمجمة مكسورة بالرغم من أنه كان لديها بعض الكدمات على الجبهة والجانب الأيمن من فروة الرأس. مع وجود نزيف صغير في الجانب الأيمن في المنطقة تحت العنكبوتية. بما يتوافق مع مكان الضربات على الرأس. وتم العزم على أن سبب الوفاة هو النزيف الذي حصل بسبب التمزقات في الوجه وأيضا بسبب الصدمات التي تعرضت لها على الرأس والوجه.

بعد تحديد هوية جثة اليزابيث شورت. قام بعض الصحفيين التابعين لصحيفة لوس انجلوس اكزامينر بالتواصل مع والدة اليزابيث. حيث قامو بإخبارها أن ابنتها قد فازت في مسابقة للجمال. وقاموا بذلك للتطفل والحصول على أكبر قدر من المعلومات الشخصية اللازمة عن ابنتها لاستئناف التحقيق. ثم بعد ذلك قاموا بإخبارها أن ابنتها قد قتلت.

وثم عرضت الصحيفة على فيبي شورت أن تتكلف هي وتقوم بدفع تكاليف تذاكر السفر والإقامة إن كانت ستسافر إلى لوس انجلوس لمساعدة الشرطة في التحقيق. ولكن، كانت تلك حيلة أخرى. لأن الصحيفة قامت بإبقائها بعيدة عن الشرطة والصحفيين الآخرين للحصول على السبق الصحفي وحدهم. و بعد ذلك قامت صحيفة ويليام راندولف هيرست، ولوس انجليس هيرالد اكسبريس ولوس انجليس اكزامينر بإثارة الموضوع بنشرهم ” لقد أصبحت البدلة السوداء المصممه خصيصا لها والتي شوهدت آخر مرة ترتديها إلى “تنورة ضيقة وبلوزة قصيرة”. وبالتالي أصبحت اليزابيث شورت “داليا السوداء” أو “المغامرة” التي “طافت في شوارع هوليوود”.

الكشف عن القاتل

في 23 يناير 1947. اتصل شخص بصحيفة لوس انجلوس اكزامينر يدعي أنه القاتل. كاشفاً عن قلقه من توقف الأخبار حول جريمة القتل. وأخبر محرر الصحيفة أنه سيرسل له مواداً تخص اليزابيث شورت بالبريد. وفي اليوم التالي، وصلت حزمة تحتوي على شهادة ميلاد اليزابيث شورت وبطاقات عمل وبعض الصور ايضاً. وكان هناك أيضاً أسماء مكتوبة على قطع من الورق ودفتر عناوين مع اسم مارك هانسن منقوش على الغلاف. هانسن هو أحد معارف أصدقائها ممن كانت تقيم عندهم. وأصبح على الفور أحد المشتبه بهم.

بعد أن أطلق لقب داليا السوداء على اليزابيث شورت من قبل الصحف. قام بعض الأشخاص بإرسال رسائل إلى الصحف موقعة باسم “المنتقم لداليا السوداء”. وفي 25 يناير. تم الإبلاغ عن رؤية حقيبة وفردة حذاء لاليزابيث شورت موجودة على رأس علبة القمامة في زقاق على بعد مسافة قصيرة من شارع نورتون. وتم تحديد مكانهم في مكب النفايات.

نظرا لسمعة القضية السيئة. اعترف على مر السنين أكثر من 50 رجل وامرأة بقيامهم بالقتل. واغرقت الشرطة بالنصائح في كل مرة تذكر الصحف القضية أو يتم تحرير كتاب أو فيلم حول هذا الموضوع. وقال الرقيب جون بيرس. وهو أحد المخبرين الذين كانوا يعملون في القضية حتى تقاعده. “من المثير للدهشة أن كثيراً من الناس قاموا بالاعتراف على ان اقربائهم هم القتلة”.

تم دفن اليزابيث شورت في مقبرة ماونتن فيو في أوكلاند في كاليفورنيا. وبعد أن كبرت أخواتها وتزوجن. انتقلت فيبي شورت إلى أوكلاند لتكون بالقرب من قبر ابنتها. بعدها عادت فيبي إلى الساحل الشرقي في السبعينيات، حيث عاشت هناك للتسعينات.

يمكنك الاطلاع على المزيد من علوم ما وراء الطبيعة من خلال الضغط هنا