جرعة كيماوي

جرعة كيماوي
جرعة كيماوي

الكاتبة أسيل النجار

نص بعنوان: جرعة كيماوي

إنّ أصعب ما قد يصيب المرء أن يكون منتظر ساعة موته، منتظر أجله، قبضة روحه.

من الصعب عليه أن يدرك أن فكرة استمرار عيشه في هذه الدنيا مستحيلة.

أوقفوا علاجها وأخرجوها من قسم العناية الخاصة بمرضى السرطان، رفعوا عنها كامل الأجهزة، و أخبروها بشكل موجع ” أن تبدأ بعّد أيامها ” ، كأنهم يخبروها ” أن تفقد الأمل بالعيش “.

كان عمرها لا يتجاوز الثلاثين زهرة، كما أنها كانت الوحيدة بين إخوتها الذكور.

أمّا اليوم فأصبحوا وحيدين من غيرها.

فقد وافتها المنية في هذه الساعة القاسية.

رغم أنها منذ فترة و كأنها متوفية لكن خروج روحها من جسدها كفيل بكسر قلوب أهلها و ارتفاع صوت نحيبهم للسماء.

الموجع في الأمر أنها توفت بكلماتها التي بداخلها، توفت دون أي كلمة وداع أخيرة.

فهي غير قادرة على أن تنطق بأي حرف ولو كان حرف أخير.

حتى طفلتها الصغيرة طلبت أن تسمع صوت أمها وما سمعت إلا أنينها.

الجملة الوحيدة التي بات أثرها كانت للقريبين منها
“بحبكم كتير كلكم ” وقامت بإحتضانهم و فارقتهم للأبد دون عودة.

قل لي الآن من أجل ماذا يبقى المرء مستيقظاً و قطعة من روحه تحت التراب ؟!

يمكن متابعة كتابات الكاتبة أسيل النجار عبر حسابها الشخصي على موقع الانستغرام من خلال الضغط هنا

يمكن قراءة المزيد من النصوص الأدبية وعدة أمور في عالم الأدب من خلال الضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى
Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني.

Powered By
Best Wordpress Adblock Detecting Plugin | CHP Adblock

أنت تستخدم أداة مانع الإعلانات

نحن نحاول تقديم المحتوى الأفضل لك ، وحجب الإعلانات من قبلك لا يساعدنا على الإستمرار ، شكراً لتفهمك ، وعذراً على الإزعاج