حُبّ الفقراء

الكاتبة نور مؤيد عوّاد
بلغتُ الثامنة والعشرين من العُمر ، لا أتقن شيئاً في حياتي سوى الكتابة.
لستُ إلّا هاوية ، تُحاور أوراقاً كانت صمّاء حتى وهبتها الحياة ، أخلق من حروفي مشاهد ، قد يعيشها البعض .
كان تشجيع مَن حولي لي هو الداعم لبدايتي ، كانت أراؤهم تُغرقني بالمدح والإطراء، والآن ؛ السؤال الذي أودّ أن أجد إجابته هنا : هل كان ما يُعجبهم هو ما تكتبه نور القريبة والصديقة والرفيقة ، أم النص بحد ذاته لكاتبةٍ غريبة أيّاً كان اسمها !
فسأنشر لمن لا يعرفني .
أتقبل النقد البنّاء ، الذي قد يجعل مني كاتبة يوماً ما ..
نص بعنوان: حُبّ الفقراء
هل يحقُّ لنا أن نُحب ؟
نحنُ الفقراء ، الذين لا نملكُ ما نقدّمهُ قُرباناً للحبيب !
مَن نأخذُ مِنَ الشوارع بيوتاً لنا ، و من أرصفتها سجاجيدَ حرير ، و من مقاعدها الخشبية المهترئة مجالساً للقاءاتنا !
وحين نجوع نبحثُ عن قطعة خبزٍ مُلقاة في الأزقة و نتقاسمها بيننا !
هل يحقّ لنا أن نتجوّل كحبيبَين في الطُرُق ، على موسيقى ضجيج المركبات من حولنا !
وإذا تَعِبنا نأخذ قسطاً من الراحة ؛ رأسها على كتفي ، و كفها في راحتي !
هنا فقط ستكون راحتي ..!
سأنسى جوعي و عطشي ، و تجمّد جسدي ؛ الذي يستره قطعة القماش الوحيدة التي أملكها !
هل يحقّ لنا أن نُحب ! أم أن قلوبنا ليست كقلوب أولئك الأغنياء !
ليت قلوبنا تتفهم أن أصحابها لا يملكون حساباً في البنك ، ولا بيوتاً فاخرة ، ولا يركبون سياراتهم باهظة الثمن .
و أن أيديهم لا ترتدي ساعةً من ذهب ، و ثيابهم ليست من الماركات العالمية ! وإن حدث و ارتبطنا ، فالشيء الوحيد الذي نملك أن نقدمه هو الحُب !
يا صديق ، نحن الفقراء لا نُحب الفقر ، ولا نحب أنفسنا ! فنحن لم نُخَيّر !
ولكننا لِغيرنا نقدّم كل ما نملك ، ونحبُّهم ببذخ !
يمكن متابعة كتابات الكاتبة نور مؤيد عوّاد عبر حسابها الشخصي على موقع الفيسبوك من خلال الرابط التالي:
https://m.facebook.com/khrbshat.noor.awwad/?ref=bookmarks
يمكن قراءة المزيد من النصوص الأدبية وعدة أمور في عالم الأدب من خلال الرابط التالي: