وزارة الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة

قامت وزارة الأوقاف الأردنية بتعميم موضوع خطبة صلاة الجمعة الأولى بعد فك الحظر الشامل وإعادة فتح المساجد، وقد حددت عنوان الخطبة: (إنّ مع العُسر يُسرا).

وفيما يلي نص الخطبة:

يوم الجمعة الثالث عشر من شوال لعام 1441هـ الموافق الخامس من شهر حزيران لعام 2020م.

● في هذه الظروف لا بدّ لنا أن نتحلى بفقه الأمل والتفاؤل بالمستقبل والثقة بالله تعالى الذي أمرنا به ديننا الحنيف، فإن الله تعالى ما جعل عسرًا إلا وجعل معه يسران.
● أصحاب الأعذار من المرضى وكبار السن هم جنود كذلك في مواجهة هذا الوباء من خلال التزامهم بالتعليمات، وعدم تعريض حياتهم للخطر، ولهم أجرهم مضاعفًا عند الله تعالى إن شاء الله.
● سطّر الأردن في جائحة كورونا قصة نجاح بقيادة هاشمية حكيمة، ودولة قامت بواجبها، وأجهزة أمنية وقوات متسلحة متفانية، ومواطن إنموذج أحسّ بالمسؤولية فقام بواجبه خير قيام.
● التزام المواطن أصبح هويةً للشارع الأردني، وفي ذلك رسالة بأن لدينا قوة كامنة وقوية بإمكانها مواجهة أي عدو والانتصار في أية معركة.
● مسؤوليتنا اليوم هي المحافظة على بيوت الله تعالى طاهرة نقية حتى تبقى أبوابها مفتوحة أمام المصلين، وأن نعطي صورة مشرقة عن ديننا الحنيف وعن المسلمين.

فهرس الآيات:

الآية السورة ورقم الآية:

  • ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ الانشراح: 5-6.
  • ﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ، وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ، وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ، وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ، وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾ الشعراء: 78-82.

فهرس الأحاديث:

  • «اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الشَّامِ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ قُصُورَهَا الْحُمْرَ السَّاعَةَ» مسند الإمام أحمد.
  • «عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرا له» صحيح مسلم.
  • «إن بالمدينة رجالا ما قطعتم واديا، ولا سلكتم طريقا، إلا شركوكم في الأجر، حبسهم العذر» سنن ابن ماجه.
  • أبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم. البخاري ومسلم.

ملخص الخطبة (مُلزم)

  • لا بدّ لنا أن نتحلى بفقه الأمل والتفاؤل بالمستقبل الذي أمرنا به ديننا الحنيف، فإن الله تعالى ما جعل عسرًا إلا وأنزل معه الصبر، وربط على القلوب بتثبيتها، وجعل مع العسر يسران.
  • من كان له عذر بعدم الحضور لكبر سنه أو لمرض أُصيب به فإنه جُندي من جنود هذا الوطن كذلك في محاربة هذا الخطر الذي يحيط بالعالم أجمعه، فحفاظه على صحته وعلى نفسه هو حفاظ على المجتمع، ونحتسب على الله أن يجعل أجره مضاعفًا بإذن الله. 
  • سطّر الأردن في هذه الجائحة قصة نجاح بقيادة هاشمية حكيمة، ودولة قامت بواجبها، ومواطن إنموذج أحسّ بالمسؤولية فقام بواجبه خير قيام، وأجهزة أمنية وقوات مسلحة نزلت في ميادين القلوب قبل الشوارع، وبثت الأمن والطمأنينة في شموخ لا نهاية لمعانيه، ولا حدود لمراميه فكان الوطن بكافة مكوناته في هذه المحنة صفًّا واحدًا في مواجهة هذا الخطر الذي اجتاح العالم ليشكل إنجازًا جديدًا وإنموذجًا مشرفًّا يُبنى عليه.
  • أصبح الالتزام والانضباط هويةً للشارع الأردني وهو ما شهدت به جميع دول العالم، وفي ذلك رسالة واضحة بأن لدينا قوة كامنة وقوية بإمكانها مواجهة أي عدو، والانتصار في أية معركة، بتوفيق الله تعالى وتمكينه.
  • مسؤوليتنا اليوم هي المحافظة على بيوت الله تعالى طاهرة نقية حتى تبقى أبوابها مفتوحة أمام المصلين، وأن نعطي صورة مشرقة عن ديننا الحنيف وعن المسلمين الذي يلتزمون بأحكام الإسلام، ويحرصون على المجتمع سليماً معافى لأن الإسلام جاء بحفظ الأنفس.

أركان الخطبة (مُلزمة)

«إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نحمده ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَسْتَنْصِرُهُ وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ»، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحده لا شريك له، وَأَشْهَدُ أَنَّ سيدنا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللهم صلِّ على سيِّدَنا محمَّدٍ وعلى آله وصحابته والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى ولزوم طاعته: لقوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما}. 
وتتكرر أركان الخطبة الأولى في الخطبة الثانية، ويُضاف إليها الدعاء لعموم المسلمين في نهاية الخطبة الثانية: «اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وأصلح ذات بينهم، وألف بين قلوبهم، واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة، وثبتهم على ملة نبيك، وأوزعهم أن يوفوا بالعهد الذي عاهدتهم عليه، وانصرهم على عدوك وعدوهم».

المادة العلمية المقترحة

نحمد الله سبحانه وتعالى أن حفظ بلادنا من شرّ الوباء والبلاء، وعافى أبناء وطننا من الأمراض والأسقام، وفتحت أبواب المساجد من جديد كما فتحت أبواب المسجد الأقصى المبارك لتستقبل عباد الله تعالى وقد حنّت إليهم المنابر والمآذن ومواضع السجود، وقد سطّر الأردن في هذه الجائحة قصة نجاح بقيادة هاشمية حكيمة، ودولة قامت بواجبها، ومواطن إنموذج أحسّ بالمسؤولية فقام بواجبه خير قيام، وأجهزة أمنية وقوات مسلحة نزلت في ميادين القلوب قبل الشوارع، وبثت الأمن والطمأنينة في شموخ لا نهاية لمعانيه، ولا حدود لمراميه فكان الوطن بكافة مكوناته في هذه المحنة صفاً واحداً في مواجهة هذا الخطر الذي اجتاح العالم ليشكل إنجازاً جديداً وإنموذجاً مشرفاً يُبنى عليه وقد اتجهت أنظار العالم لما حققه الأردن من خلال التزامه، حيث أصبح هذا الالتزام هوية للشارع الأردني، وهو ما شهدت به جميع دول العالم، وفي ذلك رسالة واضحة، بأن لدينا قوة كامنة وقوية بإمكانها مواجهة أي عدو، والانتصار في أية معركة، بتوفيق الله تعالى وتمكينه.

عباد الله:
ونحن لا زلنا نعيش في مواجهة خطر هذا الوباء الذي يداهم العالم أجمع، لا بدّ لنا أن نتحلى بفقه الأمل والتفاؤل بالمستقبل الذي أمرنا به ديننا الحنيف، فإن الله تعالى ما جعل عسراً إلا وأنزل معه الصبر، وربط على القلوب بتثبيتها، وجعل مع العسر يسران، قال تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا).
ولرُبٌّ نازلةٍ يضيق بها الفتى             ذرعاً وعند الله منها المخرجُ
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها           فُرجت وكان يظنها لا تُفرجُ

ولا بد أن نثق بالله عز وجل بأنه سبحانه هو من يداوي الجراح ويجبُر المنكسرين ويشافي المرضى ويصرف الهم عن المهمومين، وأنه تعالى هو الرزاق ذو القوة المتين، قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ، وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ، وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ، وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ، وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) الشعراء: 78- 80.

وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يبث روح التفاؤل بين أصحابه، ويعلمهم الصبر على المحن، لأن في ذلك خيراً لهم في دينهم ودنياهم، وفيه استبشار بوعد الله تعالى لعباده المؤمنين، بحصول الثواب العظيم، والأجر الكبير، والفتح المبين إن شاء الله تعالى، ففي غزوة الأحزاب حين اجتمعت الجيوش من كل حدب وصوب للقضاء على النبي – صلى الله عليه وسلم – ، وحوصر المسلمون في المدينة المنورة، وبنوا خندقاً يمنعهم من بطش الأعداء، واجه المسلمون شدة وجُهداً في هذه المهمة، واعترضت سبيلهم صخرة عظيمة لم يقدروا على إزالتها، فكان لها نبُينا صلى الله عليه وسلم، الذي تنَحل به العُقد، وتنفرجُ ببركته الكُرب، وتَلين له الصعاب، ويستسقى الغمام بوجهه الكريم، فأخذ المعول بيده الشريفة، وَقَالَ: «بِاسْمِ اللَّهِ» ، ثُمَّ ضَرَبَ ضَرْبَةً فَكَسَرَ ثُلُثَهَا، وَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الشَّامِ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ قُصُورَهَا الْحُمْرَ السَّاعَةَ»، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّانِيَةَ فَقَطَعَ ثُلُثًا آخَرَ فَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ فَارِسَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ قَصْرَ الْمَدَائِنِ الْأَبْيَضَ»، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: «بِاسْمِ اللَّهِ»، فَقَطَعَ بَقِيَّةَ الْحَجَ، وَقَالَ: «اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْيَمَنِ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ أَبْوَابَ صَنْعَاءَ» رواه الإمام أحمد، ففي أحلك الظروف وأصعب المواقف، يُبشر النبي صلى الله عليه وسلم بالفتح المبين، ويبث فيهم الطاقة الإيجابية، ورسائل الأمل والتفاؤل قال صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه «أبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم». البخاري ومسلم.

وكذلك المؤمن يعلم أن كل ما قدره الله تعالى فيه خير له، ولا يقنط من رحمة الله تعالى، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرا له» صحيح مسلم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} آل عمران:102. 

عباد الله:
إننا اليوم أما مسؤولية عظيمة، وهي المحافظة على بيوت الله تعالى طاهرة نقية حتى تبقى أبوابها مفتوحة أمام المصلين، وأن نعطي صورة مشرقة عن ديننا الحنيف وعن المسلمين الذي يلتزمون بأحكام الإسلام، ويحرصون على المجتمع سليماً معافى لأن الإسلام جاء بحفظ الأنفس.

ومن كان له عذر بعدم الحضور لكبر سنه أو لمرض أُصيب به، فإنه جُندي من جنود هذا الوطن كذلك في محاربة هذا الخطر الذي يحيط بالعالم أجمعه، فحفاظه على صحته وعلى نفسه، هو حفاظ على المجتمع، وحفاظ على أسرته وأبنائه وعائلته من خلال التزامه بيته والتعليمات التي تصدرها الجهات الصحية، وهو من أصحاب الأعذار الذين لا تجب عليهم الصلاة في هذه الحال، بل وله أجر من أدى صلاة الجمعة كاملاً، وزيادة في الأجر لنيته المحافظة على حياته ليكون حاضراً معنا إن شاء الله في المستقبل، ولصيانته أبناء وطنه من التعرض لخطر الوباء.

ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول عن أُناس حبسهم العذر عن الجهاد في سبيل الله: «إن بالمدينة رجالا ما قطعتم واديا، ولا سلكتم طريقا، إلا شركوكم في الأجر، حبسهم العذر» رواه ابن ماجه، وكذلك من حبسه العُذر عن صلاة الجمعة فله أجره عند ربه، والله لا يضيع أجر المحسنين.

فمهمتنا اليوم أن نحافظ جميعاً على التزامنا، وتعزيز الجهود المباركة التي أوصلتنا إلى برّ الأمان، والتقيد التام بالتعليمات، لأنها الضامن لتجنب أخطار هذا الوباء في المرحلة القادمة، وأن نعطي صورة حضارية عن التزامنا داخل مساجدنا، وأن نعكس أثر صلاتنا وعباداتنا على سلوكنا داخل المسجد وخارجه، حتى تكتمل الصورة المشرقة التي رسمها المواطنين بالتعاون مع أجهزة الدولة في بلدنا الحبيب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

والحمدالله  رب العالمين


زر الذهاب إلى الأعلى
Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني.

Powered By
100% Free SEO Tools - Tool Kits PRO

أنت تستخدم أداة مانع الإعلانات

نحن نحاول تقديم المحتوى الأفضل لك ، وحجب الإعلانات من قبلك لا يساعدنا على الإستمرار ، شكراً لتفهمك ، وعذراً على الإزعاج