قصص الأميرات وأثرها على الطفل

قصص الأميرات وأثرها على الطفل
قصص الأميرات وأثرها على الطفل

قصص الأميرات وأثرها على الطفل

منذ آلاف السنين استخدم الإنسان القصص لتسجيل خبراته ومعتقداته وتشكيل ثقافته وهويته وكانت الحكايات هي وسيلة التوريث والتوثيق الوحيدة عبرة الأجيال، ثم بدأ الإنسان النقش على الصخور وجدران الكهوف والمعابد وجلود والحيوانات ومن ثم اختراع الورق والطباعة، والتسجيلات الصوتية ثم السينما برسالتها المخصصة للطفل: الرسوم المتحركة، وصولًا للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي حيث نقضي معظم اليوم في سرد ومشاهدة القصص عن العمل والأصدقاء والعائلة.

ترتبط قراءة القصص الخيالية بزيادة القدرات الاجتماعية كالتعاطف والذكاء الاجتماعي، ينشّط الاستماع لقصة جيدة ومشوقة كما أن التشويق والتأثر بالقصة يدفع المتلقي إلى محاكاة مشاعر وتصرفات الأبطال.

كيف تؤثر قصص الأميرات الخيالية في طفلك؟

الدور النمطي للجنسين

عكست أفلام الأميرات مثل سندريلا والجميلة النائمة تصوّر المجتمع عن دور المرأة في ذلك الوقت، فهي شخصية اعتمادية سلبية وضعيفة، تفتقر إلى المبادرة والشجاعة وتعتمد على الرجل بشكل كامل، ففي دراسة عن تأثير هذه الأفلام على المدى الطويل، وجد أن الفتيات اللاتي يتعلقن بنمط الأميرة السابق يخشين المغامرة والاستكشاف كما يصبحن أقل ثقة في قدرتهن على التفوق في الرياضيات والعلوم، مما يجعلهن في المستقبل أقل رغبة في العمل وقبول التحديات وأكثر تعلقًا بالصفات السطحية.

الصورة الذاتية: الجميل طيب، الشرير قبيح

غالبًا تتمتع الأميرة بصفات جسدية مثالية؛ فهي نحيفة رائعة الجمال وذات بشرة بيضاء باستثناء بعض الأفلام، حتى الأميرة تيانا ذات الأصول إفريقية شعرها أملس، والأمير كذلك يتمتع بالوسامة والقوة، في أغلب أفلام ديزني يرتبط الجمال والشكل المثالي واللون الأبيض بالخير والسلام ويرتبط الشر باللون الأسود والصفات الجسدية السلبية مثل البدانة أو الدمامة حسب طرح الفيلم، مما يعطي صورة خاطئة في سن صغيرة ويدخل الفتيات في سباق محموم للحصول على صورة الجسد المثالية، بالتالي قد يؤثر سلبًا على الصورة الذاتية.

انعدام العلاقات الاجتماعية

نادرًا ما تتمتع الأميرة بعلاقات اجتماعية مستقرة مع بنات جنسها، غالبًا بسبب الغيرة، أصدقاؤها إما من الجنيات أو الحيوانات وتقع علاقتها مع الجنس الآخر معظم الوقت في دائرة الحماية والوصاية نظرًا لشخصيتها الضعيفة الاعتمادية والهشّة التي دائمًا ما تقع في المتاعب وتحتاج المساعدة للخروج منها.

الكون كله يدور حولك

البطل في هذه القصص سواء كان رجلًا او امرأة، فكلاهما خارق متميز في كل شيء.. الفتاة هي الأجمل في المدينة، المبتسمة دائمًا الأرق التي لا تُخطيء أبدًا، ويغار منها الجميع. أما الأمير فهو أقوى من في البلاد، شديد الوسامة لا يقهر فهو فائز دائمًا في كل المسابقات والتحديات لا يمكن التفوق عليه في شيء.. البطل قادر على فعل كل شيء والآخرون يدورون في فلكه إما لمساعدته أو إظهار مدى كماله مقابل نواقصهم.

جميل عالم الخيال وسحري ولكن كم هو محبط أن نزرع في الطفل مناشدة الكمال وأهمية الفوز على الجميع والتميز عليهم، بدلًا من تقبل إمكاناته وتميزه في بعض الأمور ونقصانه في بعض الأمور الأخرى، بدلًا من تأهيله لتقبله نفسه والعمل الدؤوب على تطوير ما ينتقصه، يتم زرع الصورة الكاملة مما يسبب الإحباط وعدم القبول.. فما حال طفل متميز في الرياضيات أو اللغات لكنه ضعيف البنية غير متميز في الألعاب الرياضية؟ وفقا لمرجعية الـبطل الخارق هو إنسان ناقص لا يمكن أن يكون بطلًا من هؤلاء الذين نحكي عنهم في حكاياتنا الخيالية، لكن على أرض الواقع، قد يكون بطلًا لحياته وحياة من حوله. لذا ليس علينا بث هذا المفهوم في قصصنا الخيالية لأطفالنا، لأن الحكايات دومًا منفذ لاستمداد العبر والدروس فلا نريد بالتأكيد تصدير هذا الدرس له بالتأكيد.

كيف نتجنب الآثار السلبية للقصص؟

1- التواصل وتقديم الدعم

الاستماع باهتمام والتواصل الإيجابي يساعد على التعبير عن النفس ويدعم الثقة بالذات، تقديم الدعم في المواقف السلبية دون إطلاق أحكام والتشجيع على التواصل مع الآخرين وتكوين دوائر اجتماعية سواء في المدرسة أو النادي يؤثر إيجابيًا على تطور شخصيتها واستقلاليتها.

2- القدوة الإيجابية

يتأثر الأطفال وخاصة البنات بصورة الوالدين فإذا كانت الأم دائمًا تظهر عدم رضاها عن شكلها وتتساءل عما إذا كانت اكتسبت الوزن أو تحرص على تمليس شعرها وتبدي قلقها من التجاعيد، فسوف تكتسب ابنتها نفس التفكير وتتأثر صورتها الذاتية، كما أن التحدث بصورة سلبية عن أخريات خاصة انتقاد المظهر، يعطي مثالًا سيئًا للفتيات عن شكل العلاقات الاجتماعية الصحية ويدفعهن للتنمر على الآخرين.

3- المظهر ليس كل شيء

تحب الفتيات الإطراء بالفطرة ولكن يفضل إلى جانب الإطراء المعتاد عن مدى جمالها أو أناقة فستانها، إبداء الإعجاب بذكائها وشجاعتها أو ممارستها للرياضة ومجهوداتها بشكل عام حتى لو لم يثمر عن نتائج عظيمة، كما يجب مراعاة عدم المبالغة في انتقاد الوزن أو لون البشرة أو الشعر يعتبر تنمرًا مدمرًا للثقة بالنفس وإن كان في صورة نصيحة أو مزحة.

4- توفير البدائل

لا يمكن منع الأطفال تمامًا من مشاهدة محتوى أفلام الرسوم المتحركة ولكن تدخل الأهل ونقاشهم وتوجيههم بشكل غير مباشر يساعد في فلترة الأفكار ومعادلة تأثير الصور النمطية.

5- الاشتراك في أنشطة متعددة

الاهتمام بممارسة عدة أنشطة دون الضغط التنافسي والسعي للكمال مثل ممارسة الرياضة في سن مبكرة يزرع الثقة بالذات والإحساس بالإنجاز والاستحقاق، كما يوفر مجالًا لتوسع العلاقات الاجتماعية الصحية، كذلك الأنشطة الفنية كالرسم والموسيقى والتمثيل، تساعد على تخفيف تأثير الصورة النمطية لمعايير الجمال المثالية فالإبداع أفضل وسيلة للتعبير عن النفس دون الالتفات للمظاهر.

6- تجنب الحماية المفرطة

لا شك أن دور الأب مهم في دعم صورة العلاقات الصحية مع الجنس الآخر ولكن المبالغة في الحماية ومعاملة الابنة على أساس الضعف وقلة الحيلة يساهم في اهتزاز ثقتها باستقلاليتها وقدرتها على حل المشكلات، يفضل تقديم الدعم واحترام قراراتها الخاصة دون تدخل مباشر.

وهكذا نكون قد تعرفنا على قصص الأميرات وأثرها على الطفل.

يمكن الاطلاع على المزيد من المقالات حول مهارات الأطفال السلوكية من خلال الرابط التالي: https://jordanrec.com/archives/category/children-skills

زر الذهاب إلى الأعلى
Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني.

Powered By
Best Wordpress Adblock Detecting Plugin | CHP Adblock

أنت تستخدم أداة مانع الإعلانات

نحن نحاول تقديم المحتوى الأفضل لك ، وحجب الإعلانات من قبلك لا يساعدنا على الإستمرار ، شكراً لتفهمك ، وعذراً على الإزعاج