نصائح لإنقاذ العلاقة مع الآخرين

نصائح لإنقاذ العلاقة مع الآخرين

يوجد عدة أسباب متعارف عليها تؤدي إلى خسارة الأشخاص والأصدقاء، ومن أهمها: الإهانة، الملل، التجاوز، وغيرها من الأمور. إلا أنه في الوقت الحالي يوجد سبب جديد ومُقلق كونه سريع النمو، ولأنه أيضًا يتحكم في بناء الإنسان لصداقات وعلاقات جديدة، وهذا الأمر والسبب هو حدوث خلاف سياسي.

وفي العالم الحالي قد أصبحت السياسة جزء هام من تفاصيل حياة الإنسان بشكل يومي، كما أنها تؤثر على قرارات الناس المختلفة، ومن المتحمل أن تكون ميول الإنسان قد أصبحت غير متطابقة مع الأصدقاء، وأحيانًا تؤدي إلى نهاية هذه الصداقة. لذلك فإنه يجب التعامل مع الأمر هذا بطريقة مختلفة قبل خروجه عن السيطرة وخسارة جميع الأشخاص.

ووفق ديان بارث المعالجة والمحللة النفسية في مقال تم نشره على موقع سيكولوجي توداي أن الصداقة تدوم في حال وجود شرط بسيط وهو عدم الخوض في موضوعات تعتبر مثيرة للجدل، ويعتبر الخلاف السياسي من أكثر الأمور التي تثير العداء والاستهزاء بين الأشخاص، وهذا الأمر يؤدي إلى انتهاء علاقة الصداقة.

كما أنها تقول: “لقد فاجئتني امرأة أعرفها وهي مهتمة بالسياسة، عندما قالت أنها منعت السياسة من محادثاتها مع الأصدقاء ومع العائلة لأنه أمر مرهق للغاية فلو كنا متفقين سياسيًّا فإننا ننشغل ونتضايق بشأن ما يحدث ونشعر بالعجز واليأس نهاية المطاف، لذا ما الفائدة؟ أما إن كنا غير متفقين سياسيًّا فنحن ننزعج وينتابنا القلق من ألا نكون أصدقاء بعد الآن لذلك أنا لم أعد أتحدث عن هذه الأشياء”.

طريقة التعامل مع الموقف

لقد قدم موقع “ليف أبوت” عدة نصائح من الممكن أن تنقذ الصداقة من حدوث خلاف سياسي، وهي:

مناقشة القضايا دون محاولة تغيير رأي الطرف الآخر

إن محاولة تغيير رأي الطرف الآخر خلال النقاش يقوم بنقل النقاش من الهدوء إلى الجدال، وأحيانًا قد يبدأ الصراخ والهجوم الشخصي، والأمر هذا قد يكون غير مريح لبعض الأشخاص عند عدم إيمان الأصدقاء بذات الأمور التي يؤومنون بها، ومن أجل المحافظة على هؤلاء الأصدقاء فإنهم يجب عدم محاولة تغيير قناعاتهم وما يؤمنون به، ويجب تفهم هذا الأمر.

ذكر الحقائق

من الأمور التي تعتبر محابطة عند مناقشة السياسة أن الناس على كلا الطرفين من النادر أن يقوموا بفهم جميع الحقائق بشكلها الصحيح، لذلك فإنه يجب عند بدء نقاش مع الصديق التركيز على العبارات الواقعية والتي من المعروف أنها صحيحة، وفي حالة أن الصديق قد قال معلومة خاطئة فإنه من الممكن منحه المعلومة الصحيحة بشكل هادئ، وفي حالة الجدال فيجب ألّا تهتم، فعلى الأقل أنت الآن لا تعرف المشكلة الحقيقية.

تجنب القضايا الخلافية

من الضروري أن يكون لدى الأصدقاء القدرة على التحدث عن الكثير من الأمور، كي يكون من الممكن أن يتعلموا أشياء جديدة من بعضهم عند حدوث اختلاف، وبالرغم من ذلك فالبعض قد يشعر بعدم وجود طريقة للاتفاق في أمر ما، لذلك إنه بدل الانزعاج والغضب من أجل استمرار الصداقة فإنه يجب التركيز على أغلب الأمور الإيجابية بدل القيام بإثارة الجدول حول قضايا خلافية.

نتفق على أن نختلف

هذا الأمر يحتاج وجود نوع محدد من الأصدقاء من أجل الموافقة على الاختلاف دون الدخول في جدل، وهذا الأمر يعني أنه من الممكن التعبير عن الرأي من وقت لآخر، إلا أنه دون الخوض في مناقشة طويلة، وسوف يكون لدى الطرفين صبير كي يستمعوا لبعضهما البعض، إلا أنه عند احتدام الأمور يتم التراجع وتغيير الموضوع.

عدم جعل الأمر شخصي

قدم آرتي نيمكو عالم النفس التربوي ومؤلف الكتب خلال مقال له تم نشره على موقع سيكولوجي تودايي عدة نصائح أخرى من الممكن أن تفيد خلال بدء نقاش سياسي حاد، وهي:

• عند التعامل مع صديق فإنه يجب معرفة آراءه بشكل بعيد عن الآراء الشخصية، فيعتبر الشعور بالإحباط أمر سهل ويرغب الإنسان حينها اللجوء لاستخدام شتائم واللجوء إلى الإهانات الشخصية، إلا أنه يجب عدم فعل ذللك، كما أن اللجوء إلى الهجوء الشخصي يؤدي إلى حجب قدرة الطرف الثاني على استيعاب أي حقائق يمكن قولها أو التعبير عنها.
• عدم توجيه أي إهانة للأشخاص السياسيين الذين يوجد اختلاف في الآراء حولهم، فهذا الأمر يؤدي إلى شعور الطرف الثاني بالإهانة بشكل شخصي، وبدل ذلك يمكن التعبير عن رأيك حول قضية لا تتفق مع هذا السياسي حولها.
• القيام باختيار توقيت ومكان مناسبين لكي يتم فيهما مناقشة الخلاف السياسي بعناية، وقد يؤدي حدوث محادثة حول السياسة في الوقت الذي تكون تشعر فيه بالإجهاد أو التعب أو الحزن إلى تداعيات لن ترضى عنها فيما بعد.
• عدم بدء النقاش حول السياسة مع الأشخاص الذين يؤمنون بأيديولوجيات معاكسة للأيديولوجيات الخاصة بك، وأحيانًا قد يكون الأمر لا يستحق أن تبذل تجاهه مجهود في البدء في محادثة متوترة من المعروف أن نتائجها سوف تكون مزعجة للطرفين.
• يوجد أصدقاء يتم معهم إجراء نقاشات رائعة حتى في حالة وجود اختلاف أساسي، فهم يهتمون بتأكيد وجهة نظرهم فقط وعدم الخوض في الدفاع عنها، كما أنه يوجد أشخاص آخرين يمتلكون آراء قوية يهتمون بالمناقشات، كما أنهم يمتلكون ثقة تكفيهم للدفاع عن الآراء الخاصة بهم، وهؤلاء الأشخاص لا يفضل الخوض في مناقشات معهم.
• من الضروري فهم أنه ليس من الضروري إنهاء الصداقة بسبب اختلاف الآراء السياسية مع الصديق، إلا أنه من الممكن وضع عدة حدود تساعد على القيام بتقييم الأمر، فمثلا إذا كانت الآراء السياتنتهك الحقوق الأساسية للإنسان فمن الممكن أن تقول سلاما وأن تبحث عن مخرج آمن لذلك.
• عند الحاجة إلى الهروب بشكل سريع خلال وجود محادثة متوترة تنطوي على السياسة، فإن كل ما يجب عليك فعله هو القيام بطرح أمر للنقاش يتفق عليه الجميع، وبهذا الشكل فإنه يمكن المغادرة بشكل سريع دون أي كلمة أخرى.

وهكذا نكون قد تعرفنا على نصائح لإنقاذ العلاقة مع الآخرين سواء الأصدقاء أو غيرهم.

يمكن قراءة المزيد من المقالات العامة والهادفة المختلفة من خلال الرابط التالي: https://jordanrec.com/archives/category/articles