التجميد

التجميد
التجميد

الحديث هنا عن تجميد الانسان فقد ظهرت هذه الفكرة في قصة الخيال العلمي ( الرجل ذو الاذن المكسورة ) للكاتب الفرنسي المعروف إدمون دابون.

عندما تحدث عن تجميد مريض لا أمل من شفاؤه وذلك من اجل إعادته الى الحياة يوما ما بعدها يتوصل العلم الى العلاج اللازم لحالته.

وبعد هذه القصة اعتنق عدد كبير من العلماء فكرة التجميد في القرن التاسع عشر حتى ان عددا كبيرا منهم كان يؤمن ان الموت نفسه ليس سوى مرض لم يعرف علاجها بعد.

وكان املهم في ان يتمكنوا من ابقاء الجثث في ظروف تحفظ انسجتها من التعفن إلى أن ياتي اليوم الذي يقهر فيه العلم داء الموت.

وعندما يعالجون الموتى فيعودون إلى الحياة وهذا هو المعنى الفعلي لكلمة (Cryonies) وهذه الفكرة بالطبع تتعارض بصورة مباشرة مع سنة الحياة وتصدم بكل الاديان حتى الوثنية منها.

فقد كان العلماء في القرن التاسع عشر يستندون في ايمانهم بهذه الفكرة على ما يحدث للبكتيريا فالبكتيريا تموت اعواما طويلة في درجات حرارة قريبة من الصفر ثم تنتعش مرة أخرى وتمارس عملها من جديد اذا ما تغيرت درجة الحرارة.

فقد ظن العلماء في ذلك الوقت أن ما ينطبق على البكتيريا او الكائنات وحيدة الخلية من الممكن ان ينطبق ايضا على الحيوانات عديدة الخلايا.

وقد قام بعض العلماء بتجارب على كائنات عديدة الخلايا لإثبات تلك النظرية منها تجربة العالم ميرمان الذي قام بتجميد بعض الفئران في درجة حرارة وصلت ( 197-) درجة مئوية.

واستطاع بعدها أن يعيدها الى الحياة حتى انه فوجئ بأن الفئران قد احتفظت بذاكرتها القديمة فكانت تتذكر كل ما تعلمته قبل التجميد.

وقد تبدو تلك التجربة ناجحة للوهلة الأولى، إلى أنها ليست كذلك على الإطلاق فتجميد الكائنات عديدة الخلايا يتسبب بتكوين بلورات الثلج داخل خلاياها. و عندما تذوب هذه البلورات فانها تؤذي الخلايا بشكل كبير جدا، وتتسبب في انفجارها مما يتسبب بطبيعة الحال في مقتل الكائن الحي.

ولا يخفى على أحد أن إرجاع الموت الى الحياة وباي وسيلة ليس فقد امرنا يتناقض مع سنة الحياه بل هو مستحيل تماما من الناحية العلمية.

ويعتبر العالم (جيمس بدفورد) الذي توفي عام 1967 هو اول انسان يتعرض للتجميد بناء على طلبه حيث اوصى قبل موته ان يتم تجميد جثته في حال وفاته لعل العلم الحديث يتوصل لطريقه تحيه من الموت.

فقد نفذ زملائه العلماء وصيته، وقاموا بافراغ احشاؤه وملؤها بالسوائل الكيميائية ووضع جثته في الجليد في درجة 200 تحت الصفر وقد كلفت هذه العمليه 30 الف دولار.

وفي اواخر القرن العشرين ظهرت بعض الشركات الأمريكية التي تعرض خدماتها في تجميد الموتى على امل ان يتمكن العلماء من ارجاع الحياة إليهم في المستقبل البعيد.

وذلك مقابل مبالغ مادية هائلة والغريب ان تلك الشركات قد وجدت إقبالا جيدا بالفعل من بعض الاثرياء الذين اوصوا بأن يتم تجميدهم عندما يحين اجلهم.

اما بخصوص تجميد المرضى الميؤوس من شفائهم حتى يجد الطب في المستقبل علاجا لهم وهو امر لم يتحقق حتى الان اذا فشلت كل التجارب المتعلقة بذلك الشأن.

يمكن القراءة عن المزيد من مقالات علوم ما وراء الطبيعة المختلفة من خلال الضغط هنا.

زر الذهاب إلى الأعلى
Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني.

Powered By
Best Wordpress Adblock Detecting Plugin | CHP Adblock

أنت تستخدم أداة مانع الإعلانات

نحن نحاول تقديم المحتوى الأفضل لك ، وحجب الإعلانات من قبلك لا يساعدنا على الإستمرار ، شكراً لتفهمك ، وعذراً على الإزعاج