كيف تساعد الأطفال على تكوين صداقات

كيف تساعد الأطفال على تكوين صداقات

كيف يمكننا مساعدة الأطفال على تكوين صداقات؟ قد يبدو أننا لا نستطيع فعل الكثير.

تكوين الصداقات هو عمل شخصي للغاية بعد كل شيء لكن بناء صداقة يعتمد على مهارات الطفل العاطفية ومهارات التنظيم الذاتي والكفاءة الاجتماعية.

ويمكن للوالدين أن يلعبوا دورًا مهمًا في تنمية هذه القدرات.

على سبيل المثال يعاني العديد من الأطفال من صعوبة في تكوين صداقات لأنهم يشعرون بالخجل أو القلق.

إذا أظهرنا لهؤلاء الأطفال كيفية الاستجابة للمبادرات الودية وتزويدهم بفرص سهلة وآمنة للتفاعل مع الأشخاص الودودين فيمكننا مساعدتهم على بناء روابط اجتماعية مهمة.

وبالمثل هناك أطفال يعانون لأنهم يفتقرون إلى التحكم الكافي في الانفعالات، أو يتصرفون بطرق تثير عداوة الآخرين.

سيجد هؤلاء الأطفال أنه من الأسهل بكثير تكوين صداقات إذا ساعدناهم على تطوير مهارات التنظيم الذاتي لديهم.

وسيستفيد كل طفل تقريبًا من التدريب والممارسة في الفنون الاجتماعية.

تعتمد الصداقة الناجحة في جميع أنحاء العالم على نفس المهارات الأساسية. لكي تكون ناجحًا يجب على الأطفال:

تنظيم عواطفهم السلبية

فهم مشاعر الآخرين ووجهات نظرهم

إظهار التعاطف وتقديم المساعدة للأصدقاء المحتاجين

يشعر بالأمان والثقة في الآخرين

المعرفة بكيفية التعامل مع المقدمات والمشاركة في المحادثة

أن تكون قادر على التعاون والتفاوض والتسوية

أن يعرف الأطفال كيفية الاعتذار وأن يتفهموا (التسامح) مع أخطاء الآخرين.

إنها قائمة طويلة والحديث هذه المهارات يتطلب خبرة وجهدًا وممارسة.

ولكن هذا هو بالضبط سبب تقديم الآباء والمعلمين للمساعدة.

تكوين الصداقات ليس خدعة سحرية إنه شيء نتعلمه، شيء يمكننا أن نساعد أطفالنا على التعلم.

إذن هنا دليل قائم على الأدلة – مجموعة طرق ملموسة يمكننا من خلالها مساعدة الأطفال على تكوين صداقات.

1. أظهر لطفلك الدفء والاحترام

لا تحاول السيطرة على طفلك من خلال التهديدات أو العقوبات أو “الابتزاز” العاطفي.

قد لا يبدو ذا صلة مباشرة بقدرة طفلك على تكوين صداقات لكن الطريقة التي يعامل بها الآباء الأطفال لها تأثير على نموهم العاطفي وسلوكهم الاجتماعي.

وهذا بدوره يمكن أن يؤثر على علاقات الأصدقاء.

فعلى سبيل المثال ضع في اعتبارك الأبوة والأمومة الاستبدادية وهي طريقة لتقديم الرعاية تؤكد على الطاعة المطلقة وانخفاض مستويات الدفء ومحاولة السيطرة على السلوك من خلال التهديدات والعقوبات أو التشهير.

في بحث أُجري في جميع أنحاء العالم تم ربط الأبوة الاستبدادية بتطور مشكلات السلوك والأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية يواجهون صعوبة أكبر في تكوين صداقات.

2. كن “مدرب المشاعر” لطفلك

كل منا يعاني من المشاعر السلبية والدوافع الأنانية.

هل يمنعنا من الحفاظ على صداقات جيدة؟ لا، ليس إذا عرفنا كيف نبقي هذه الردود تحت السيطرة.

لذلك يحتاج الأطفال إلى تعلم كيفية تنظيم عواطفهم.

وأولياء الأمور؟ يمكنهم إما مساعدتهم أو جعل الأمور أكثر صعوبة.

على سبيل المثال في إحدى الدراسات سأل الباحثون الآباء والأمهات – أمهات الأطفال في سن 5 سنوات – كيف استجابوا لمشاعر أطفالهم السلبية.

ثم قام الباحثون بتتبع نتائج الأطفال على مدار عدة سنوات.

ماذا حدث؟ كان الأطفال أكثر عرضة لتطوير مهارات تنظيم ذاتي قوية إذا نشأوا مع أحد الوالدين الذي تحدث معهم – بتعاطف وبناء – حول كيفية التعامل مع الحالة المزاجية السيئة والمشاعر الصعبة (بلير وآخرون 2013).

وكلما كانت مهارات التنظيم الذاتي لدى الطفل أقوى زادت احتمالية تطويره لعلاقات أقران إيجابية مع تقدمه في السن.

3. تغذية قدرة طفلك على التعاطف و “قراءة العقول”

يحتاج الأطفال إلى فعل أكثر من مجرد التحكم في مشاعرهم السلبية.

كما يحتاجون أيضًا إلى فهم مشاعر ووجهات نظر الآخرين.

ألا يفترض أن تأتي هذه الأشياء بشكل طبيعي؟

ربما لكن “بشكل طبيعي” لا تعني “تلقائيًا بدون تشجيع ودعم”. فهناك أشياء ملموسة يمكن للآباء والمعلمين القيام بها لمساعدة الأطفال على تنمية وعيهم العاطفي.

4. هل طفلك قلق اجتماعيًا حيث يجب توفير بيئة اجتماعية آمنة

يصعب على الأطفال تكوين صداقات إذا شعروا بقلق شديد لكن ماذا نستطيع أن نفعل تجاهه؟

الأبوة والأمومة الحساسة والمتجاوبة مهمة بشكل خاص للأطفال القلقين اجتماعيًا.

يجب أن يعرفوا أننا سنكون هناك من أجلهم عندما يحتاجون إلينا.

وكما لاحظت في مكان آخر تشير الدراسات إلى أن الأبوة والأمومة الحساسة والمتجاوبة تساعد الأطفال على تطوير نوع علاقات الارتباط الآمن التي تعزز الثقة والاستقلالية.

ولكن عندما يعاني الأطفال من القلق حقًا فإنهم يحتاجون إلى دعم إضافي.

للاطلاع على مزيد من المقالات حول مهارات الأطفال السلوكية من خلال الضغط هنا