راسبوتين

راسبوتين

راهب روسي غامض ومخيف نسبت إليه العديد من القدرات الروحانية الغريبة والخارطة فقد قام بعشرات الاعمال المذهلة التي ما زالت تفجر كل علامات الاستفهام.

منها ما فعله مع الأمير الصغير الكس الذي كان سيرث عرش روسيا من بعد والده القيصر.

فقد كان الامير الكس مصاب بمرض وراثي نادر جدا يطلق عليه اسم المزاج النزفي.

وهو مرض قاتل إذ يكفي أي جرح صغير يصاب به المريض ليظل ينزف حتى الموت وقد كان الجميع يتعاملون مع اليكس بحرص شديد كي لا يصاب باي جروح.

ولنا أن نتخيل مدى صعوبة هذا الامر خاصة مع طفل صغير وفي عام 1912 أصيب الكس في بعض الكدمات والجروح الصغيرة إثر سقوطه في الحمام فأصبح ينزف من جروحه باستمرار وببطيء شديد لعدة أيام.

حتى أن جميع الاطباء وأعظمهم في روسيا أعلنوا وبكل صراحة عجزهم التام عن عمل أي شيء لإنقاذ الأمير الصغير الذي ساءت حالته كثيرا.

وقد اعدت الأسره الحاكمة بيانا رسميا تعلن فيه للملأ نبا وفاة الأمير الصغير الكس وكمحاولة أخيرة يائسه بعثت زوجة القيصر برقيه الى راسبوتين تطلب منها النجدة لإنقاذ الصبي.

فرد عليها ببرقية يقول فيها (( لا تحزني الصغير لن يموت)). وبعد ساعات قليلة حضر راسبوتين الى القصر لرؤيه الكس وكل ما فعله هو انه لوح بيده حول الامير الصغير وتحدث إليه للحظات.

وبكل بساطه التفت القيصر وزوجته وقال لهما ان ابنهما سوف يتحسن وهذا ما حدث بالفعل فقد بدأ الصبي بالتحسن حتى توقف النزيف بعد فترة بسيطة لينجو من الموت وسط ذهول الجميع.

ولا يعلم حتى يومنا هذا الوسيلة التي يعالج بها راسبوتين الأمير الصغير وبالطبع ارتفعت أسهم راسبوتن الى السماء بعد أن أعتبره القيصر وزوجته وكأنه ملاك حارس بعثه الله لانقاذ ابنهما من الموت.

قد لا تكون تلك القصة غريبة اذا ما قارناها مع قصة مقتل راسبوتن والذى قد تعتبر أحد أغرب الاغتيالات في التاريخ واكثرهما غموضاً!

في عام 1916 قرر بعض النبلاء التخلص من راسبوتين لانقاذ بلدهم بعد ان شاهدوه يتلاعب بأموال الدولة ويتحكم في بعض القرارات السياسية الهامة.

واحيانا أن يفرض ارائه على قيصر روسيا الذي كان ينصاع له بطريقة عجيبة وكأنه مسلوب الإرادة.

فحاولوا في البداية إقناع القيصر بعزل راسبوتين وحرمانه من كل الصلاحيات التي يملكها ولكن القيصر كان يتجاهل كل التحذيرات واتفق النبلاء على قتل راسبوتين بعد أن وجدوا أن هذا هو السبيل الوحيد لإنقاذ روسيا القيصرية.

فقررو ودعوته للحضور الى قصر أحد النبلاء ويدعي (يوسوبوفيسكي) وبالفعل استجاب راسبوتين الى الدعوة وحضر الى القصر وعند وصوله رحب به يوسوبوفيسكي.

وطلب منه مرافقته لرؤيه القبو الذي يحتفظ فيه بأفضل أنواع الخمور هناك تقدم لراسبوتين. أجود أنواع النبيذ بعد أن وضع به كمية من السم السيانيد تكفي لقتل 6 رجال.

ولكن السم لم يؤثر ب راسبوتين اطلاقا عدا بعض الصداع البسيط الذي سرعان ما زال يتصرف بعدها بصورة طبيعية جدا دون أن يشعر اصلا أن هناك من وضع له السم في النبيذ.

فلم يجد (يوسوبوفيسكي) بدأ من إخراج مسدسه ومن ثم إطلاق النار على راسبوتن ليسقط مثكورا على الأرض.

فاقترب يوسوبوفيسكي لتفقد الجثة والتأكد من الوفاء وهو يشعر بتوتر شديد في أعماقه من تساؤلات لا حصر لها نتيجة عدم تأثر راسبوتن بالسم.

ولكن الأمر لم ينتهي عند هذا الحد!

فقد تضاعف توتر يوسوبوفيسكي وشعر برعب هائل بعد أن شاهد راسبوتين يستعيد وعيه بشكل مفاجئ فيمسك برقبته محاولا خنقه.

ولكن يوسوبوفيسكي إستطاع أن يخلص نفسه ويلجأ لرفاقه الذين كانوا مختبئين في القصر في إنتظار نجاح الخطة وهو يصرخ مفرغا اكل انفعالاته طالبا منهم من النجدة.

وعندما ذهبو جميعا لرؤية راسبوتين في القبو لم يجدوه بل وجدوه في فناء القصر يزحف من شدة الالم محاولا الهرب فقبضوا عليه.

ونظرا لعدم وجود مسدسات معهم فقد انهالوا عليه ضربا بالهراوات وبعنف شديد بعد ان يأسوا من قتله بهدوء دون مشاكل ثم قيدوه بالسلاسل ورموه في النهر حتى يموت غرقا.

وعندما تم العثور على جثته فيما بعد أصيب الجميع بدهشه عارمه عندما تبين أنه قد قاوم حتى آخر لحظه في حياته على الرغم من إصابته القاتلة.

فقد نجح في فك القيود الحديدية في قدره وإرادة لا يمتلكها أي إنسان عادي ولم يموت إلا غرقا بعد أن عجز عن الخروج من النهر لكثرة الجراحة. أي أنه لم يمت بالسم وبالرصاص ولا حتى الضرب الذي تعرض له.

والذي كان كافيا لقتل أي إنسان مهما بلغت قوته وقد جاء موته قبل أسابيع قليلة من قيام الثورة البلشفية والتي تم فيها اعدام قيصر روسيا و افراد عائلته.

لتقوم بعدها الشيوعية والغريب أن راسبوتين كان دائم التنبؤ بأنه إذا قتل او مات. فإن بعد موته بفتره بسيطة سوف تقوم ثورة في روسيا و تقلب الامور رأسا على عقب وهذا ما حدث بالفعل.

يمكن القراءة عن المزيد من مقالات علوم ما وراء الطبيعة المختلفة من خلال الضغط هنا