المجتمع والإنفصال العاطفي

المجتمع والإنفصال العاطفي
المجتمع والإنفصال العاطفي

الكاتب عدي أحمد صافي

طالب صحافة وإعلام في الجامعة العربية المفتوحة.

عمل كصحفي في وكالة نيروز الإخبارية لمدة 8 اشهر ويعمل اليوم كصحفي في موقع التاج الإخباري.

مؤلف كتاب اللقاء الأخير (سيطبع قريباً)

العمر 20 عاماً.

نص بعنوان: المجتمع والإنفصال العاطفي

في مجتمعاتنا العربية يطلق في الغالب على الشخص الذي يعاني من الإنفصال العاطفي بأنه شخص ضعيف وحساس وليسَ رجُلاً والعديد من هذه المصطلحات التي تولدت بسبب بيئة مجتمعاتنا التي أتقنت التنمر وأنشئت على التصنع وعدم إظهار الحزن والضعف وكأنه عيب في الشخص.

لكن في الدراسات الحديثة لعلم النفس ثبت بأنّ الإنفصال العاطفي او عدم رغبة شخص بشخص أخر، قد يسبب حالات الإكتئاب السريري او الإكتئاب الحاد بل وحتى قد يصل في بعض الحالات الى الإنتحار، ومشاكل نفسية أخرى اضافة الى مشاكل بالدماغ.

سبب ذلك انّ الحُب والإدمان أمرانِ متشابهان.
على سبيل المثال الشخص الذي يتعاطى المخدرات في البداية سيشعر بالنشوة والسعادة وكذلك الحُبّ في بداية العلاقة سيشعر الشخص بسعادة تغمره؛
بسبب النواقل العصبية التي يفرزها الدماغ اضافة الى العديد من الهرمونات، وهذه الأمور المرتبطة بالإدمان تجعل من العاشق يهتم بالشخص الأخر حدَّ الهوس والتركيز المستمر إضافة إلى الإندفاع والرغبة في المخاطرة.

كما أنّ الأمور كانت سعيدة في البدايات فإنّ الوضع سيكون سيء وصعب بعدَ الإنفصال إن حدث.

فشعور السعادة سيفرز الدماغ بدلاً منه هرمون الضغط العصبي وهو المسؤول عن العديد من الأمراض مثل أمراض القلب والتوتر وغيرها، بل وإنّ الإنفصال وفقَ الدراسات يجعل الشخص يمر بحالات تشابه الذي يمر بها الشخص حينما يحاول الإقلاع عن إدمان المخدرات.

وقد ظهر في العديد من صور الرنين المغناطيسي لأشخاص مرّوا بهذه التجربة ان المخ نشّط المناطق التي تنشط حينَ محاولة التوقف عن تعاطي المخدرات .

بل وكذلك نشطت المناطق المسؤولة عن الألم الجسدي داخل الجسد، وهذا يعني بأنّ محاولتك تجاوز علاقة عاطفية قد يكون بصعوبة محاولتك الإقلاع عن المخدرات!

وهذا الأمر الذي يفسر سلوكيات غريبة يقوم بها الشخص الذي مرّ بهذه التجربة مثل مراقبة الشريك السابق بإستمرار ومعرفة معلومات مستجدة حوله او معاودة التواصل معه رغم زعمه سابقاً بأنه لن يتخذ هذه الخطوة مهما كانَ السبب.

وهذه المرحلة تتسم معالمها بالإكتئاب واتخاذ القرارات دونَ تفكير وتأني والإنفعال وهي نفس اعراض التعافي من الإدمان، ولم يقتصر الأمر على هذه الأمراض والأعراض بل وفقاً لمنظمة القلب البريطانية التي أظهرت ان من الممكن توقف القلب جرّاء هذا الألم الذي أصابه والتي تعرف بمتلازمة القلب المكسور او إعتلال عضلة القلب.

اختلف البشر تاريخياً حول الطرق التي يجب على الشخص إتباعها للتعافي من هذه المعضلة

فقد قالَ بعضهم أنّ الزمن هو العلاج ورأى أخرون الحل بالإرتباط بشخص أخر وغيرهم أقروا العلاج بملئ الوقت والإنشغال بما يلهيك عن التفكير بالشريك السابق.

وفي الطب الحديث فقد أكد بعض العلماء النفسيين بأنه يمكن حقن من يمر بهذه التجربة بمخدر ينسيه تفاصيل العلاقة.

وحتى في كتاب كيف تعالج قلباً مكسور احدى النصائح كانت بأنّ تفكر بسلبيات الشريك والنظر اليها بعين التوازن والمنطق،
وهو الذي سيخفف كثيراً من حدّة التجربة وقد يساعد من تخطيها.

وجب على الشعوب المتخلفة فكرياً واجتماعياً بل وحتى عاطفياً، إحترام الشخص الذي يمر بهذه التجربة والنظر إليها بأنها أمر موجود ونتائجها خطيرة، وعدم أخذ كل الأمور بالإستهتار والإستهزاء.

فقيس لم يكُن رجلاً رقيقاً وعنترة كانَ مقاتلاً شجاع وروميو كانَ نبيلاً والآفُ العُشاقِ عبرَ التاريخ سواءً كانوا عرباً أم عجماً ماتوا وجنّوا جرّاءَ الحُبّ…

قد يكون العلم وجدَ بعضَ طرق العلاج للإنفصال عن الشريك، ولكنم لم يجدوا حلاً لمن أُغرمَ وأحبَّ حتى الهُيام ولم يعد يعرفُ طعمَ النومِ من الحرمان، وهو لم يبادل بشعورهِ يوماً!
ما يعني شخصاً أحبّ ولكن بدونِ علاقة ولم يكن هنالكَ إرتباط حتى يوجدُ الإنفصال!

ما زلتُ بعدَ التجربة لا أرى حلاً لهذه المعضلة ولا أجدُ إلا بيتَ شعرٍ وصفَ الحال،
“لحى الله أقواماً قالوا: أنّا وجدنا على طولِ الدهرِ للحُبِّ شافية”

يمكن متابعة كتابات الكاتب عدي أحمد صافي عبر حسابه الشخصي على موقع الفيسبوك من خلال الضغط هنا

يمكن قراءة المزيد من النصوص الأدبية وعدة أمور في عالم الأدب من خلال الضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى
Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني.

Powered By
Best Wordpress Adblock Detecting Plugin | CHP Adblock

أنت تستخدم أداة مانع الإعلانات

نحن نحاول تقديم المحتوى الأفضل لك ، وحجب الإعلانات من قبلك لا يساعدنا على الإستمرار ، شكراً لتفهمك ، وعذراً على الإزعاج