ما هو الاستبصار؟

ما هو الاستبصار؟
ما هو الاستبصار؟

ما هو الاستبصار؟

الاستبصار‏ مصطلح في علم النفس يحتوي على معانٍ عدة من أهمها: النظر إلى الوضع بوصفه كلاً او كاملاً. وتبين العلاقات في هذا الكل وإدراك الروابط بين الوسائل والهدف. والاستفادة من تلك الوسائل في الوصول إلى الهدف. والتعلم أو الفهم الواضح والمباشر للوضع من دون استخدام سلوك المحاولة والخطأ على نحو ظاهر. ولعل المعنى الأكثر شيوعاً لهذا المصطلح في نظرية التعلم هو المعنى القائل: إنه الإدراك المفاجئ للروابط المفيدة بين عناصر في البيئة. والاستبصار بوصفه حلاً لمشكلة فغالباً ما يتبع عدداً من المحاولات غير الناجحة لإيجاد الحل. ففي المرحلة التالية لتلك المحاولات غير الناجحة تدرك عناصر الموقف في روابط وعلاقات مختلفة. وإذا احتوت إحدى هذه الروابط على حل للمشكلة، فسرعان ما يؤخذ بهذا الحل ويتم اعتماده. 

أهميته ودوره

يعود تأكيد أهمية الدور الذي يؤديه الاستبصار في عملية التعلم إلى علماء النفس الشكليين من أتباع الجشتالت وهي كلمة المانية وتعني ( الشكل أو الصيغة ). والحق أن الكثير من المعرفة العلمية حول ظاهرة الاستبصار مأخوذة من أعمال عالم النفس الألماني الشكلي كوهلر وبحوثه العديدة حول تعلم الحيوان.

فقد قصد كوهلر في إحدى تجاربه التي أجراها على الشمبانزي الجائع إلى وضع موزة خارج القفص ووضع له داخل القفص عصوين قصيرتين لا توصل إحداهما إلى الموزة الموجودة خارج القفص. ولكن عند وصلهما معاً في عصا واحدة يجعل الطول مناسباً لسحب الموزة من خارج القفص إلى داخله. ولقد قام الشمبانزي بتجريب كل من هاتين العصوين من دون أن يحقق النجاح بل استعمل إحداهما لدفع الأخرى لكي تمس الموز وايضاً باءت هذه المحاولة بالفشل. وفجأة جمع الشمبانزي العصوين معاً لكي تؤلفا عصا واحدة وجذب بهذه العصا الطويلة الموزة باتجاهه. ولقد ظهر هذا الحل فجأة حين تكررت المشكلة. إلا أن هذه النتيجة تحتوي على شيء ما من الغموض. فالكثير من الاستجابات المتعلمة سابقاً، يبدو أنها استخدمت في حل المشكلة فاستخدام المهارات الحركية الضرورية (بإعادة تركيب العصوين) لحل المشكلة ولولاها لما انحلت المشكلة

وتم اختبار الاستبصار في التعلم الإنساني. في مثل ما كان عليه الحال مع الشمبانزي. ولكن اقتصر على المواقف والأوضاع التي تم فيها استخدام المهارات المتعلمة سابقاً. وبعد إعادة ترتيب خصائص الموقف.

وما من شك في أن تأكيد أهمية الدور الذي يؤديه الاستبصار في عملية التعلم كان من العوامل التي أسهمت في التخفيف من حدة وتشدد المدرسة السلوكية التي نظرت إلى عملية التعلم برمتها ومجملها في صيغة (مثير ـ استجابة) أو (مثير واستجابة وتعزيز). ويرى علماء النفس المخصص بالتعلم. أن التعلم لدى الفقاريات العليا يعتمد في معظمه على الاستجابات المعتادة التي تقوم على المحاولات السابقة كما يقترح السلوكيون وعلى الاستبصار الذي يقوم على فهم وتحليل الموقف الكلي. كما يقترح الشكليون هذا ايضاً.

دوره في فهم المشاعر والاضطراب النفسي

يستخدم مصطلح الاستبصار في النظرية الشخصية للدلالة على فهم المرء لأفكاره ومشاعره الخاصة وسلوكه. وفي العلاج النفسي. يشير هذا المصطلح إلى معرفة العصابي أو المضطرب نفسياً أو المريض نفسياً او من يملك اي مرض نفسي. كما يمكن أن يشير إلى اكتشاف المريض للروابط التي تربط بين سلوكه من جهة وبين الذكريات والمشاعر والدوافع المحبطة من جهة أخرى. ومن هذا المنظور يعد الاستبصار جوهرياً لطرائق معينة في العلاج النفسي. وخاصة تلك الطرائق التي تعتمد على التحليل النفسي في العلاج. إذ يمثل الوصول إلى فهم وتحليل جديد للدوافع اللاشعورية وخلفيات الاضطرابات النفسية خطوة مهمة و رئيسية نحو العلاج. ومن هذه الجهة يتيح الاستبصار للمتعالج رؤية مشكلاته الخاصة بصورة أكثر واقعية والتفكير بها بطريقة بناءة. مما يتيح في النهاية تعديل سلوك الشخص و تغييره.

يمكنك الاطلاع على المزيد من علوم ما وراء الطبيعة من خلال الضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى
Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني.

Powered By
Best Wordpress Adblock Detecting Plugin | CHP Adblock

أنت تستخدم أداة مانع الإعلانات

نحن نحاول تقديم المحتوى الأفضل لك ، وحجب الإعلانات من قبلك لا يساعدنا على الإستمرار ، شكراً لتفهمك ، وعذراً على الإزعاج