متلازمة المربع المفقود وطرق الاستفادة منها

متلازمة المربع المفقود وطرق الاستفادة منها

إن نظرية المربع المفقود عبارة عن نظرية اجتماعية قام العالم الأمريكي دينيس براجر بوضعها، وقد قام من خلالها بتوضيح أحد أخطر الظواهر التي تعتبر تهديد للمجتمع بكافة فئاته دون استثناء، فقد كانت تلك النظرية جديرة بأن تتم دراستها والتدقيق كي يتم تفادي أي ضرر من الممكن أن ينجم بسبب التمادي فيها.

تعريف نظرية المربع المفقود

لقد تم بناء نظرية المربع المفقود بناءً على أساس أن وجود مجموعة أشخاص في مكان يحتوي على سقف، وهذا السقف يحتوي على مئة مربع، كافة المربعات في أماكنهم باستثناء مربع واحد، وهذا الأمر سوف يجعل أغلب الموجودين إن لم يكن جميعهم ينتبهون للمربع الناقص ويركزون نظرهم باتجاهه، دون أن ينتبهوا للمربعات الأخرى مهما كانت منظمة وجميلة.

وعندما تتم المقرانة بين الصقف الذي يحتوي على مربع مفقود وعلى حياة الناس نجد أن هناك تشابه كبير، فكل جانب من جوانب حياة الإنسان يحتوي على مربع ناقص أو أكثر، والمشكلة هي التركيز على المربع المفقود وعلى أماكن النقص في حياة الإنسان دون أن ينتبه الإنسان لإيجابيات كثيرة موجودة في حياته، وللأسف فإن طبيعة النفس البشرية تجعل الإنسان يريد دائمًا ما هو غير موجود لديه، ويتجاهل كافة النعم والعطايا المحيطة به.

تطبيقات على نظرية المربع المفقود

إن التطبيقات والأمثلة على نظرية المربع المفقود تتجلى في جميع مناحي الحياة، بما في ذلك علاقة الإنسان مع نفسه وعلاقة الإنسان مع الآخرين، فنجد أن:

• الحياة الزوجية، ففيها يبدأ كل طرف بالتركيز على السلبيات أو الأمور المفقودة عند الطرف الآخر، ويتناسى كافة الإيجابيات الأخرى أو لا ينتبه لها أساسًا.
• الصداقات التي تنتهي بسبب أن أحد الطرفين أو كلاهما قد بدأ بالبحث عن مواطن الضعف في علاقة الصداقة بينهما أو في جوانب النقص، بالرغم من وجود الكثير من المواقف والأمور الجيدة التي تكفي لأن تستمر تلك الصداقة بين الطرفين.
• نظرة الأبناء لآبائهم، أو نظرة بعض الآباء لأبنائهم، فهنا قد يتناسى أحد الطرفين إيجابيات الطرف الآخر ويقوم بالتركيز فقط على الأمور المفقودة.
• وهذا الأمر لا يقتصر فقط على علاقة الإنسان مع الآخرين، بل هو أمر يمتد ليشمل علاقة الإنسان مع نفسه، سواء ظروفه المادية أو ظروفه المعيشية أو شكله إن كان نحيف أو سمين، طويل أو قصير. فوجود عيب من هذه العيوب من الممكن أن يجذب انتباه الشخص بالكامل، فلا يرى أي مميزات أو أمور إيجابية موجودة لديه.

تأثير نظرية المربع المفقود على الفرد وعلى المجتمع

• التفكك الأسري والتفكك المجتمعي الذي ينتج بسبب عدم حصول أي شخص على صورة كاملة في المحيطين به.
• عدم الشعور بالرضا، وانعدام الشعور بالثقة بالنفس، مما يسبب الفشل في عدة أمور في الحياة، سواء كان ذلك ارتباط أو عمل أو غيره.
• ضياع عدة نعم أو مزايا موجودة فعلًا في حياة الإنسان، وهذه الأمور لا يشعر الإنسان بقيمتها إلا عند زوالها.

آلية الاستفادة من نظرية المربع المفقود

رغم تفشي نظرية المربع المفقود ووجودها في حياة أغلب الناس، إلا أن الناس غير مدركين لهذه النظرية، كما أنهم غير مدركين لما يرتكبوه بحق أنفسهم وبحق مَن حولهم، لذلك فإن فهم هذه النظرية والانتباه لها يعتبر تجاوز لمرحلة كبيرة من حل المشكلة، وما يتبقى هو المرحلة الأهم وهي طريقة التعامل مع المربع المفقود في الحياة بطريقة إيجابية، مع أخذ باقي المربعات الموجودة بعين الاعتبار.

وبعض ما ينقص حياتنا يحتاج لسعي منا حتى يكتمل، بينما هناك أمور أخرى هي عبارة عن أقدار أو ابتلاءات ثابتة لا يمكن الهروب منها، وكي يسعد الإنسان بحياته ويرتقي بها فهو يحتاج إلى السعي والرضا، بدل من أن يبقى حبيس للفراغ السيء فراغ “المربع المفقود”.

يمكن قراءة المزيد من المقالات العامة والهادفة المختلفة من خلال الرابط التالي: https://jordanrec.com/archives/category/articles