مَن حبيبتي؟

مَن حبيبتي؟
مَن حبيبتي؟

نص مَن حبيبتي؟ للكاتب أحمد جمال:

من حبيبتي؟ تلك التي لا تُرى، تشعر بها في كل حين وفي كل مكان، عيونها تُرى في عيوني على المرايا، رأيت وجهها مرة على سطح بركة ماء بعينين حمراوين يشتاط بهما الغضب، كانت وكأنها تقول: “لا أصلح للحب، لا تصلُح للحب، لا نصلح للحب. إذن، لن نصلح للحب”.

هشششش، لم أنتهِ بعد؛ سأخبركم سرا: إنها الرعب المطلق، لها أنياب مصاصي الدماء، تزورني ليلا وتسكن الزوايا، تراها أيضاً في منتصف الغرفة أحيانا، أسمع همسها تقول: ”لا تلتفت، أنا خلفك تماماً، لن تراني يوماً”.

وبدأت أشعر بحرارة إصبعين على كتفي، ونَفسٌ ملتهب كالنار خلف أُذني اليُسرى، وعلى يمين وجهي مدّت يمينها، لا تزال هنالك علامة على كتفي بمكان إصبعيها، لا يراها إلا أنا و ذاك المخلوق المخيف، قالت لي (حين سألتها كيف تبدين) أنها أطول من ناطحات سحاب العالم، وأقصر من كل شيء، عيناها فيهما شيء من حمرة كما رأيت وجهها على وجه الماء يوماً، عمرها من عمر آدم، ويبدو لها الخلود..

أخبرتني أنني كنت في ثاني جيلٍ من أبناء آدم في حياتي الأولى، وأنني أعيش الآن حياتي الثانية والعشرين بعد المئة الخامسة، وأنني مِتُّ كل ميتاتي كرجل شريف، في بعضها متّ شهيداً، وفي بعضها متّ ثملاً، وأنني ارتكبت كثيرا من الخطايا وما حياتي هذه إلا تكفيرٌ عن ذنوبي القديمات، حتى أنني رفضت حمل النبوة مرة…

فكنت اول شهيدٍ في غزوة مع أتباع نبي؛ تشريفاً كأول التابعين وعقاب رفض النبوة. تقول أنني تزوجت مرة ملكة فماتت وورثت العرش ثم متّ شهيداً ثملاً في معركة رد ثأر مليكتي، ومرة تزوجت أميرة فماتت بين يداي يتدلى رأسها من بين أضلعي، فأخذت أُبرح أميرات الكون عشقاً من بعدها، ولما سألتها، ولمَ أحببتني أنا؟ قالت: أنا عِقابك هذه المرة تكفيرا عن معاصيك وأنت دوائي، شهدت موت كل حبيبات الكون على يديك، وأنا مللت خلودي، وحبك موت.

يمكن قراءة المزيد من النصوص الأدبية وعدة أمور في عالم الأدب من خلال الضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى
Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

Ads Blocker Detected!!!

يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني.

Powered By
100% Free SEO Tools - Tool Kits PRO

أنت تستخدم أداة مانع الإعلانات

نحن نحاول تقديم المحتوى الأفضل لك ، وحجب الإعلانات من قبلك لا يساعدنا على الإستمرار ، شكراً لتفهمك ، وعذراً على الإزعاج